أبو فاضل: لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء… ولكن
أبو فاضل: لن تعود عقارب الساعة إلى الوراء… ولكن
كتب المحامي والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل على منصّة “أكس”: “شاب عربي – مسلم تونسي أو مغربي أو جزائري أو ليبيّ فهو من شمال أفريقيا يقول: ٨٥% من أهل مدينتي صوّتوا لحزب اليمين، يبدو أن الابتسامات التي كنت أراها عند الخبّاز كانت كاذبة” (انتهى). لم يلتزم المهاجرون العرب المسلمين بقسم كبير منهم والجماعات الإسلامية وخصوصاً “الإخوان المستسلمون” بآداب الضيافة واللياقة واحترام الدول الأوروبية (كما هي حالنا في دولنا العربية من أصالة) التي دخلوها بطرق مختلفة طمعاً بحياة كريمة تليق بالبشر، والذي محروم منها العديد من شعوبنا وأوطاننا وفي العالم، فنقلوا من دون تورُّع وبلا وعي، الفوضى واللانظام من بعض بلدان العالم العربي والإسلامي الى الشعب الأوروبي ودوله، بالإضافة إلى التتطرّف والتكفير والذبح والقتل في ظاهرة جديدة نستها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية،ولم يقدِّروا قيمة النعمة التي كانوا يعيشون فيها،بل على العكس دخل الإسلام السياسي والتكفيري في رحلات وموجات تغييّر الأنظمة الأوروبية والمطالبة بحكم الشريعة الإسلامية، في وقت، تخلّت فيه الدول المسيحيّة الأوروبية عن الدين المسيحي لصالح أوروبا هدفها الأسمى حرية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والمواطنيّة الغير محسوبة الإنفتاح”.
وأضاف: “هذا ما جعل المهاجرين يعيشون بـ “باسبور أوروبيّ” لكن بفكر إسلامي يريد تطبيق الشريعة الإسلامية ويعتبر الأكثرية الساحقة من البلد الذي آواهم كُفّار ويجب محاسبتهم. طبعاً لا أعمم! الأوروبيّون”كشعب” شهِدوا وشاهدوا على طريقتهم نموّ الإخوان المستسلمين والحركات الأصولية التكفيريّة حتى وصل الأمر إلى مرحلة غير مقبولة عندهم، حيث حوّلوا عواصم العالم الأوروبي والمدن الهامَة وضواحيهم إلى بؤَرْ تحكمها الفوضى والقتل والسرقات والمخدرات واللادولة حتى التطاول على كل مؤسسات الدولة المضيفة. عوامل عديدة لا مجال لذكرها الآن لضيق المسافة والوقت، حيث ترّد الشعوب الأوروبيّة تباعا عليهم في صناديق الإقتراع ويربح اليمين المتطرّف على الإسلام المتطرّف في بلاد وأوطان العدالة والإعتدال، أما الذي يدفع الثمن فهو المعتدل الذي يريد أن يعيش بهدوء تحت القوانين الوضعية للبلدالذي قصده ليعيش بسلام وطمأنينة”.
وتابع: “صعود اليمين المتطرّف كردة فعل على أفعال المهاجرين أمر خطير لأنه سيزيد من خطورة إعادة المهاجرين إلى أوطانهم وأنظمتهم. ولا يمكن أن نغفل حقيقة فاضحة أن بعض الدول الأوروبية هي من أنشأت الجماعات التكفيريّة السلفيّة والاخوان المستسلمين ودعمتهم للأمس القريب وربما لليوم بالمال والسلاح. لكن علينا أن نميّز بين مصلحة الدولة وصندوق الإقتراع المقدس ونتيجته عند هذه الدولة أي دولة أوروبيّة. لذلك، لم ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء لكن تداعياتها الكبيرة وتأثيراتها على المهاجرين العرب – المسلمين ستكون صعبة جداً، وستنعكس عليهم وعلى بلدانهم لدى عودتهم إليها صعوبات ومشاكل كانوا بغنى عنها، وسيبقى الإخوان المستسلمون والحركات الأصولية التكفيريّة السلفيّة ينتقلون بمهمة تدمير الأوطان ونبذ مبدأ الدولة والجيش والمؤسسات تحت مئة حجة وحجة لكن الأهداف معروفة سلفاً عندهم جني الأموال الطائلة والتجارة غير الشرعية وصولاً الى السلطة المفقودة. وسيندم من لم يعد ينفعه الندم”.