رجل ألمانيا بحث الترتيبات… وأمران يحدّدان مستقبل جبهة الجنوب
“ليبانون ديبايت”
بعد 9 أشهر من إندلاع الحرب على قطاع غزة، يستعد الجيش الإسرائيلي للدخول في المرحلة الثالثة من عمليته العسكرية، والتي تعني الإنتقال من القصف المكثف (العشوائي) إلى القصف المستهدف، وقد منح المستوى السياسي في إسرائيل الجيش الضوء الأخضر للانتقال تدريجيًا إلى هذه المرحلة الأخيرة من الحرب على قطاع غزة، والتي تتخذ شكل العمليات الخاطفة والمركزة في مناطق بعينها، بما يعني الإغتيالات والقنص بكلفة أقل بكثير على الجيش الاسرائيلي.
هذه المرحلة إذا كانت تعني قطاع غزة مباشرة، كيف يمكنها أن تنعكس على جبهات الإسناد لا سيما جبهة الجنوب اللبناني؟
تؤكد مصادر معنية، أن “حزب الله المعني مباشرةً بجبهة الجنوب ليس لديه أي جواب فيما يتعلق بمصير هذه الجبهة مع المرحلة الثالثة التي أعلنها الجيش الاسرائيلي، وحصول تهدئة على هذه الجبهة، نظرًا لعدة اعتبارات أبرزها أن الحزب عندما دخل الحرب دخل من منطق أنها جبهة اسناد للفلسطينيين وحماس، وبالتالي يجب أن يطلع الحزب على حيثيات هذه المرحلة التي لا يعرف عنها شيئاً، لا سيما أن أي وقف لإطلاق النار في غزة من الطبيعي اأ ينسحب ذلك على جنوب لبنان”.
وفي حال بقيت الأمور ملتبسة أو غير واضحة في المرحلة الثالثة، فإن الأمر سيحتاج حتمًا إلى مراجعته مع حركة “حماس” والتشاور معها، وعلى ضوء ذلك يمكن إستشراف ما إذا كان الهدوء على جبهة غزة يعني هدوءًا على جبهة الجنوب، لذلك لا يمكن لحزب الله أن يقدم جوابًا عن مستقبل هذه الجبهة.
وتخلص المصادر، إلى أن “حزب الله لا يمكنه أن يبني على المرحلة الثالثة نهائيًا قبل أن تبدأ ويتشاور مع “حماس” ولا يمكن أن يعلم ما ستكون عليه الجبهة قبل تبلور هذه الأمور، وإذا رضي الفلسطينيون وحماس بالحل فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على لبنان”.
وهذا الأمر لا يمكن فصله عن الحراك الدولي والغربي الذي يتزاحم لإيجاد حلول تمكّن من نزع فتيل الإنفجار عند الحدود الجنوبية، والتي تقع زيارة نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال إلى لبنان في إطارها لا سيما أنه لم يلتقِ في هذه الزيارة أي مسؤول لبنان رسمي واكتفى بلقاء نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لمدة ساعات مع فريقه.
هذه الزيارة لم تكن الأولى لديال إلى الشيخ قاسم لكنها إختلفت في المضمون، فبعد أن حملت الأولى نوعاً من التهديد والتهويل بحرب إسرائيلية على لبنان، جاءت الزيارة اليوم تحت مظلة الجهد الأميركي الذي ينصب لإنهاء الحرب في فلسطين، لذلك جاءت الزيارة حكمًا في إطار بحث ترتيبات الوضع جنوبًا وكيفية إيجاد الطرق والسبل لخفض التطورات السلبية عند الجبهة تماشيًا مع التوجه للحل في غزة بما ينسحب حلًا على الجبهة الجنوبية.