تنطلق اليوم الاحد 7 تموز، فعاليات «الموسم السياحي لصيف 2024» في محمية أرز الشوف ولا سيما غابة أرز الباروك وبلدتها، على وقع حالة الارتباك الأمني، والاستقرار او اللا استقرار التي يعيشه لبنان عموما، حيال المخاوف من تطور الاعتداءات الإسرائيلية وتوسعها نحو مخاطر أكبر.
الا ان إرادة أبناء الشوف كما اللبنانيين جميعهم في مواجهة التحديات تبدو أكبر، وهذا ما يتجلى في أكثر من مكان، بالتزامن مع حلول مواسم الصيف المنتظرة لتحقيق الأمنيات والأهداف التي عملت عليها الجهات المعنية.
وزير السياحة وليد نصار يشارك في افتتاح الفعاليات في المحمية بدعوة منها ومن بلدية الباروك ـ الفريديس الى جانب السيدة نورا جنبلاط، وستكون لهما كلمتان في المناسبة.
ونوه رئيس البلدية المحامي ايلي نخلة لـ«الأنباء» بمشاركتهما وجهدهما، «من اجل دعم وتعزيز المواسم السياحية لا سيما في الشوف، التي تعتبر السياحة في هذه المنطقة إحدى المصادر الرئيسية لضخ الأوكسجين في رئة لبنان المتعب، وفي هذه الظروف التي تمر بها البلاد. وتعمل بلدية الباروك ـ الفريديس على تفعيل السياحة وزيادة أعداد الزائرين سنة بعد سنة، بالتعاون مع محمية أرز الشوف ووضع الخطط المستقبلية اللازمة لتحقيق هذا الامر. كذلك فإن مشاركة المجتمع المدني لإضفاء الأفكار والمشاريع المفيدة للبلدة. وطموحات البلدية ان تبقى الباروك مقصدا للسياحة على اختلاف انواعها».
وقال نخلة: «تستأهل المنطقة الاهتمام، حيث المساحة الجميلة الممتلئة بهواء منعش، ومع السحر الخاص المحيط بجبال الباروك، بمهرية، معاصر الشوف، نيحا، وبوجود محمية أرز الشوف التي يزورها حوالي 100 ألف شخص سنويا لممارسة رياضة المشي والتمتع بجمال غابة الارز، ناهيك عن سحر المياه المنسابة من نهر الباروك جنب المقاهي والمطاعم السياحية التي يرتادها عددا ممثالا من الزوار، منهم للاستمتاع بمأكولات المطبخ اللبناني المشهور، ومنهم لجلسات السمر على النهر، ومنهم للعودة الى الطفولة البريئة عبر ألعاب مدينة الملاهي الأكبر في المنطقة، ومنهم للتزود بروحانية المقامات الدينية والكنائس التاريخية الموجودة في البلدة، ومتابعة سير نهر الباروك الى بلدات مناطق الشوف الجميلة ليروي أهلها ويسقي بساتينها».
وختم: «سيكون هذا الموسم مميزا لناحية تضمنه اطلاق الطيران الشراعي، وإقامة جلسات يوغا في غابة الأرز، وافتتاح السوق الزراعي وإحياء حفلة فنية».
من جهته، لفت مدير محمية أرز الشوف د. نزار هاني «الأنباء» الى أهمية الفعالية تحت عنوان «مشوار ع الشوف مشوار». وتحدث عن «تطوير حالة الاستقطاب السياحي، الذي نجحت به المحمية على مدى الاعوام الأخيرة، على رغم المصاعب التي واجهتها، من خلال المحطات الصعبة التي مرت على اللبنانيين من أمنية واقتصادية واجتماعية وسوى ذلك. وقد تحولت بالتعاون مع المجتمع المحلي الذي يبقى أساسا للتطور، الى رافعة للاقتصاد المحلي ومصدرا لدخل عدد كبير من العائلات».
وذكر هاني انه يولي السياحة «الاعتبارات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة التي سعت المحمية الى تعزيزها وتنفيذ خططها الاستراتيجية». ولفت الى أن «مدخول بيوت الضيافة وحدها عام 2022 بلغ نحو 1.3 مليون دولار، وهذا الرقم يتطور أكثر، متى توافر الاستقرار الاقتصادي أكثر، إضافة الى أن كمية المنتجات التي تباع في المحمية كبيرة جدا ومدخولها كبير أيضا على مستوى المنتجين والمزارعين والنحالين وغيرهم».
وختم: «نتمنى ان تكون محمية أرز الشوف ـ المدى الحيوي هذا الصيف، الوجهة المفضلة للسياح والمغتربين، وبأن يكون هذا الموسم واعدا، على رغم كل شيء، بعد صعوبات الاعوام الأربعة الماضية. الخدمات المرتبطة بالمحمية مؤمنة وتشمل المياه والسياحة والتنمية، وآخر دراسة أجريت في العام 2015 كانت قيمة هذه الخدمات 19 مليون دولار. ونتوقع أن يقفز المبلغ في 2024 بمعدل 3 أضعاف، كونه بات لدينا معامل كبيرة لتعبئة المياه، ومؤسسات أكبر تستقبل الزوار ومؤسسات أكبر لإنتاج المونة والمحاصيل الزراعية على اختلافها».
