بعد جدل وتكهنات…اليكم حقيقة الفيديو المتداول لِجنازة لونا الشبل
بعد جدل وتكهنات…اليكم حقيقة الفيديو المتداول لِجنازة لونا الشبل
بعد أيام من إعلان تعرضها لحادث سير أثار جدلاً وتكهنات بشأن أسبابه، نعت رئاسة النظام السوري في الخامس من حزيران لونا الشبل، المستشارة الخاصة بِبشار الأسد.
وفي هذا السياق، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادعى ناشروه أنه من جنازتها. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو من جنازة مسعفة لبنانية قضت في انفجار مرفأ بيروت المدمّر عام 2020.
ويُصوّر الفيديو أشخاصاً يحملون نعشاً أبيضَ ويرقصون به على أنغام موسيقى جنائزيّة، فيما يرمي آخرون الزهور.
ويظهر في الفيديو رجل محمول على الأكفّ يرقص إلى جانب النعش.
وجاء في التعليق المرافق “جنازة لونا الشبل الآن”.
وبدأ التداول بهذا الفيديو حاصداً عشرات المشاركات على فيسبوك ومنصة إكس غداة إعلان الرئاسة السورية في الخامس من حزيران وفاة الشبل، بعد أيام من إعلان تعرضها لحادث سير، أثار جدلاً وتكهنات حول أسبابه.
وفي الثاني من حزيران، ذكر المكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية لوكالة “سانا” الرسمية أن الشبل “تعرضت لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق”.
وأضاف أن “الحادث أدى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن المسار حيث تعرضت لعدة صدمات أدت إلى إصابة المستشارة إصابة شديدة نقلت على إثرها إلى أحد مشافي دمشق ليتبين حصول نزيف في الرأس مما استدعى إدخالها العناية المشددة لتتلقى المعالجة من الفريق الطبي المختص”.
وعلى مدى سنوات، كانت الشبل من بين الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد ومواكبة للقاءاته واجتماعاته وحتى رحلاته المحدودة إلى الخارج، كما كانت مهندسة ظهوره الإعلامي.
وأثار اسمها مراراً الجدل وسط أنباء عن علاقة متينة جمعتها بروسيا، وصولاً إلى افتتاحها مطعماً روسياً فاخراً في دمشق عام 2022.
وطيلة سنوات الحرب، حضرت الشبل معظم اجتماعات رئيس النظام بشار الأسد مع الوفود والرؤساء والوزراء الذين التقى بهم في قصره بدمشق، أو خلال زياراته النادرة إلى خارج سوريا على غرار روسيا والإمارات.
وعام 2020، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شخصيات بارزة في النظام السوري، بينها الشبل. وقالت الوزارة حينها إن الشبل “خلال فترة عملها مع الحكومة السورية، كان لها دور بارز في تطوير السردية الزائفة للأسد الذي يدعي أنه يسيطر على البلاد وأن الشعب السوري يزدهر تحت قيادته”.
ولم تحظ جنازة الشبل بأي تغطية من الإعلام السوري الرسميّ.
أرشد التفتيش عبر محركات البحث إلى نسخة أطول من الفيديو منشورة قبل سنوات في السادس من آب 2020.
ونُشر الفيديو آنذاك على وسائل إعلام لبنانيّة، ولقي انتشاراً واسعاً يومها على مواقع التواصل، وهو يصوّر جنازة المسعفة اللبنانية سحر فارس التي قضت برفقة زملاء لها في انفجار مرفأ بيروت المدمّر في الرابع من آب 2020.
ويظهر في فيديو الجنازة عناصر من فوج إطفاء بيروت بزيّهم الرسمي.
وكانت سحر فارس من أول من هُرع إلى المرفأ لإطفاء الحريق الذي سبق الفاجعة.
وأثار مقتل هذه المسعفة تضامناً واسعاً مع عائلتها ومع جهاز الإطفاء اللبناني الذي فقد عدداً من عناصره في الانفجار، في ظلّ غضب شعبيّ واسع على السلطات.
وعزت السلطات اللبنانية انفجار الرابع من آب 2020 إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقاية إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه.
وتبيّن لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكناً.
وأوقع الانفجار أكثر من 200 قتيل وتسبب بإصابة أكثر من سبعة آلاف بينهم أكثر من ألف طفل، وأحدث دماراَ واسعاً في المرفأ وعدد من أحياء العاصمة.