مقابلة Cool في الـ Pool مع وزير الطاقة وليد فياض
يوم أحد مشمس وحارّ. المسبح أفضل خيار. المياه تقيك من حرّ تمّوز، وتمنحك الشمس فيتامينات واسمراراً، فتجد الأجساد، على اختلاف أحجامها، تستسلم لها. في المسبح كان لقاء صدفة مع وزير الطاقة والمياه وليد فيّاض، فسرقناه من زوجته وأولاده الثلاثة لنجري حواراً من دون كاميرا أو آلة تسجيل أو ورقة وقلم. مقابلة Cool في الـ Pool.
ما أن تصافح الوزير، في المسبح، حتى يتجمّع حولنا شبابٌ يكرّرون التعليقات نفسها “ما في كهربا يا معالي الوزير”، “عم نفطس يا معالي الوزير”. يجيب فياض “مش الحقّ عليي”. ثمّ يتابع شرحه عن سبب انقطاع الكهرباء “الذي لا دخل للوزارة به”. لم يعد السبب تقنيّاً برأيه بل قانونيّاً.
نسأله إن ندم يوماً على تسلّم الوزارة، فيجيب بالنفي. ثمّ يأخذنا الحديث الى بداية علاقته مع قطاع الكهرباء في لبنان، في العام ٢٠١١، حين كان نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة وجبران باسيل وزيراً للطاقة والمياه وندى بستاني مستشارةً له. أعدّ حينها، بتكليف من الشركة التي كان يعمل فيها، خطّةً متكاملة لإدارة القطاع تحت عنوانَين أساسيّين: الشراكة بين القطاعين العام والخاص والهيئة الناظمة. كانت هذه بداية تعارفه مع ميقاتي وباسيل.
علاقة فياض ليست بأفضل حال مع ميقاتي اليوم. آخر نقاط خلافهما مسألة الفيول العراقي التي يعيد كلٌّ منهما الفضل لنفسه بحلّها. يقول فياض إنّه تواصل مع نائب رئيس الحكومة العراقي واتّفقا على حلّ، مشيراً الى أنّه بات في حساب العراق مبلغ ٥٥٠ مليون دولار أميركي سيُسدَّد عن طريق خدمات يستفيد منها العراقيّون. ويقول إنّ صلاحيّة البتّ بهذا الأمر ليست في يد الوزارة.
يعتبر فياض أنّ الاستقرار في الجباية تأمّن بعد فترة انتقاليّة بين حاكمَي مصرف لبنان الحالي والسابق تأخّر فيها إصدار الفواتير بسبب عدم صدور تسعيرة رسميّة للدولار من مصرف لبنان.
ويؤيّد فياض تعميم تجربة كهرباء زحلة على مناطق أخرى، شرط أن تكون أكبر وتشمل البقاع كلّه. يقول: “مع ٦ امتيازات مماثلة يمكن تأمين الكهرباء وخلق منافسة وتطوير الخدمات”.
يعيد فياض الكثير من مشاكل الكهرباء إلى السياسة. تراه هنا أكثر حذراً في التسميات تجنّباً لمشاكل بغنى عنها، ولكنّه لا يتأخّر في الدفاع عن نفسه إن تحامل أحدٌ عليه. هكذا فعل قبل يومين حين هاجمه وزيرٌ سابق فردّ في اتصالٍ شهد صراخاً ونبرةً عالية.
وهو يشدّد على أنّ قطاع الكهرباء شهد تراكماً في الأخطاء، منذ التسعينيّات، خصوصاً بسبب التسعيرة المخفّضة التي أدّت إلى وقوع مؤسسة كهرباء لبنان في خسائر وديون، بينما كان يمكن تجنّب الأمر عبر رفع السعر والحدّ من الهدر.
أمّا اليوم، فبات وضع مؤسّسة الكهرباء أفضل ماليّاً وهي تدفع المستحقات لشركات مقدّمي الخدمات، علماً أنّ أداء هذه الشركات يتفاوت برأيه بين منطقةٍ وأخرى. ومن إيجابيّات رفع السعر اليوم تراجع استهلاك الكهرباء، وهو كان، قبل الأزمة، مرتفعاً جدّاً وغير مبَرّر.
أمّا عن عودة الحديث عن سدّ بسري، فيقول فياض إنّ هذا المشروع سيعود حاجةً في العام ٢٠٢٦، بعد إنجاز المرحلة الأولى من مشروع نهر الأوّلي. كما يتحدّث بإيجابيّة عن تحسّن مالي كبير لدى مؤسّسة الليطاني، ما يتيح لها تنفيذ مشاريع عدّة.
يطول الحديث مع وليد فياض في المسبح. يلفت، ردّاً على سؤال، الى أنّه لا يفكّر في مرحلة ما بعد الوزارة لأنّه، ببساطة، لا يعرف متى ستُشكّل حكومةٌ جديدة. ويعترف بأنّه وزير “اوريجينال” كسر الصورة النمطيّة عن الوزراء، ولكنّه لا يتعمّد ذلك. وحين أقول له: “سألتقط لك صورةً في المسبح بدل الصور المتداولة لك”، يجيب: “جيّد، فتلك الصور باتت قديمة، ونُشرت مراراً”!
فعلاً، الوزير Cool… ولا يخشى السباحة بين الناس، في بلدٍ لا كهرباء فيه، وبالكاد تتوفّر المياه.
داني حداد -موقع mtv