بين الضاحية ونيويورك إنفصام لبناني
لبنان كان امس لبنانين. الاول في الضاحية والثاني في نيويورك، وقد ظهر عطبه السيادي فاقعا وانفصامه نافرا امام العالم، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
في خطابه العاشورائي امس، جدد الامين العام لحزب الله تظهير صورة لبنان – الساحة، التي يتحكّم فيها هو حيث يحتكر قرار الحرب والسلم، ويقرر متى تبدأ الحرب واسباب هذه الحرب، ومتى يجب ان تنتهي، من دون ان تكون للدولة اي كلمة في الموضوع. فقال: جبهتنا لن تتوقف ما دام العدوان مستمرًا على قطاع غزة وأهلها ومقاومتها بأشكاله المختلفة، وأنّ التهديد بالحرب لم يُخفنا منذ عشرة أشهر عندما كانت إسرائيل في عزّ قوّتها كما يُقال، عندما كانت إسرائيل لا تُعاني لا من نقص في القادة ولا من نقص في الجنود ولا من نقص في الدبابات ولا من نقص في الذخيرة، على مدى عشرة أشهر هُدّدنا وهُوّل علينا بالحرب ولم نتردّد ولم نتراجع ولم نتوقف، واليوم نُعيد ونؤكد في يوم العاشر أنّ جبهة إسنادنا ستستمر ما دام العدوان مستمرًا على غزة، ولن نتوقف على الإطلاق.
اما في مجلس الامن، فكان خطاب وزير الخارجية عبدالله بوحبيب على موجة اخرى، حيث حاول “إيهام” العالم، ان في لبنان “حكومة ودولة” تحددان ما تريدان ان يحصل على الارض ولهما كلمة وهيبة، أمامهما، يتراجع كل الاطراف وينحنون لارادتهما. وقد رسم خريطة طريق للحل جنوبا، قائلا: إن أقصر الطرق لعودة عشرات آلاف النازحين من كلا الطرفين الى أماكن سكنهم ليست من خلال التهديد بشن حرب، أو إشعال جبهة أخرى، بل من خلال التطبيق الشامل والكامل للقرار 1701، ضمن سلة متكاملة بضمانات دولية واضحة ومعلنة، لتعزيز فرص الأمن والهدوء المستدام في جنوب لبنان، مشددا على ضرورة “دعم الامم المتحدة والدول الصديقة الحكومة اللبنانية لتعزيز إنتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، وتوفير له ما يحتاج من عتاد ومساعدته لزيادة عديده، بحيث لا يكون سلاح دون موافقة حكومة لبنان ، ولا تكون هناك سلطة غير سلطة حكومة لبنان، وفقاً لما نص عليه القرار 1701”. وطلب ايضا “إظهار حدود لبنان المعترف بها دولياً المرسّمة بين لبنان وفلسطين عام 1923، والمؤكد عليها في إتفاقية الهدنة اللبنانية – الاسرائيلية الموقعة في جزيرة رودوس اليونانية عام 1949، بإشراف ورعاية الأمم المتحدة. يتم ذلك من خلال إستكمال عملية الإتفاق على النقاط الـ 13 الحدودية المتنازع عليها. بموجب ذلك تنسحب اسرائيل من كافة المناطق اللبنانية التي لا تزال تحتلها الى الحدود المعترف بها دوليا”.
كما وشدد على “التمسك بقوات حفظ السلام اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان حيث ساهمت منذ تأسيسها بإرساء الهدوء والاستقرار في تلك المنطقة. كما نشدد على أهمية دورها البناء في حفظ السلم والامن خلال عقود من عملها، بالرغم من تضحياتها الكبيرة وما تواجهه من تحديات، لا سيما خلال الأشهر الأخيرة. بناء عليه، تقدمنا الشهر الماضي بطلب تجديد وتمديد ولايتها دون إجراء تعديلات عليها. كما نتطلع للعمل والتعاون مع كافة أعضاء مجلس الأمن لتحقيق ذلك، نظراً لأهمية ومحورية دورها”.
فأي خطاب او لبنان نصدّق؟ لبنان الدولة ام لبنان الدويلة؟ حسب التجربة وبحسب ما يحصل اليوم على الارض ومنذ 8 تشرين تحديدا، يبدو صوت الدويلة هو الاقوى اذ انها تفعل ما تقرره وتضع الدولة امام الامر الواقع، وما على الاخيرة الا التعامل مع التداعيات، تختم المصادر
الكاتب: لارا يزبك