هل يحقّق مار شربل هذه الأعجوبة أيضاً
كتب داني حداد في موقع mtv:
قرأت ليل أمس، على “فايسبوك”، خبراً استُهلّ بهذه العبارة: “احتفل صاحب الغبطة البطريرك يوسف العبسي الكلي الطوبى والجزيل الوقار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك بصلاة…”. لفتني أنّ ذكر اسم البطريرك، الذي يترأس صلاةً، احتاج الى ١٦ كلمة، من دون حروف العطف!
يصادف اليوم عيد القديس شربل. لنذكر اسم القديس نحتاج الى واحدة من كلمتين تسبقان اسمه “القديس” أو “مار”. كلمتان لنسمّي قدّيساً حقّق عشرات آلاف العجائب. ننادي الربّ “يسوع” أو “المسيح”. كلمةٌ واحدة، بلا ألقاب و”طوبى” و”وقار”.
يحتاج الأمر، من رجال الدين، ولا نقصدهم جميعاً، الى بعض التواضع. شربل مخلوف، الذي نحتفل اليوم بعيده، كان راهباً عاديّاً، لم يبلغ الأسقفيّة ولا ترأس ديراً أو رهبانيّة. كان متواضعاً، لم يبحث عن ضوء، ولا فتّش عن شهرة، ولا سعى الى ثروة. الغريب أنّ كثيرين يقصدونه، حتى اليوم في عيده، ليحقّق لهم شهرةً أو ثروة!
والغريب أيضاً أنّ من يدعوننا، من رجال الدين، للتمثّل بالقديس شربل وغيره من القديسين، يحتاجون أحياناً الى ١٦ كلمة لذكر اسمهم، ويبحثون عن الضوء، ويعملون على التسويق لاستقبالاتهم وصلواتهم وخدماتهم، إن خدموا.
في عيد مار شربل، الذي كان لا شيء وأصبح كلّ شيء، حبّذا لو يبلغ بعض رجال الدين قليلاً من تواضعه ونكرانه لذاته واتّحاده بالسيّد المسيح، بلا “الاكسسوارات” التي يستخدمها كثيرون لإبراز ما بلغوه من مرتبةٍ دينيّة، من صلبانٍ ذهبيّة وغيرها.
في عيد مار شربل، الذي يسمّيه كثيرون “قدّيس لبنان”، نصلّي من أجل بعض رجال الدين لكي يعودوا الى الجوهر، ويكونوا مثلاً ومثالاً، ويتخلّوا عن الألقاب الكثيرة التي تبعد الناس عنهم.
كلمة شربل، وحدها، قرّبت الناس حتى العشق. الجموع التي ستقصد اليوم دير مار مارون عنايا وبلدة بقاعكفرا شاهدة. قراءة الكلمات الـ ١٦ تُتعب النفَس، وقد تؤثّر على النفوس.