باسيل يهاجم معارضيه في التيّار ويتوعّدهم “شبعنا خيانة”… من المقصود
اختار رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل قضاء المتن ليشنّ حملة عنيفة على معارضيه النوّاب في تكتّل “لبنان القويّ” في حضور مؤسّس “التيّار” العماد ميشال عون متوعّداً، بفصل كلّ من لم يلتزم القرارات الصادرة عن القيادة الحزبيّة. وشبّه النظام الداخليّ للتيّار بالدستور، وأيّ مسّ فيه خيانة.
ووسط غياب نائب المتن نائب رئيس مجلس النوّاب الياس بو صعب، وحضور النائب إبراهيم كنعان قال باسيل في ما بدا أنه موجّه إلى بو صعب من دون أن يسمّيه: “صحيح أنّنا تيّار فقير ماديّاً، ولكنّه غنيّ في ناسه وفكره وكرامته وتحرّره واستقلاليّته وحريّته! والحرية بأخذ القرار، لا تمسّ، نحن نقوم بقناعتنا ومصلحة بلدنا وننتبه في الوقت عينه على تيارنا. ولن نسمح لمن لم يستطع خرقنا من الخارج أن يخرقنا من الداخل”.
وأضاف: “التيار لديه قضيّة، ولديه مبادئ وأصبح مؤسسة لديها سياسة ونظام هو دستورها. نعدّله عندما يلزم كما نفعل كل سنة لأننا بحالة تطور ونستمع إلى طلبات المسؤولين والمنتسبين فيه”.
وتابع باسيل: “لا نطلب من مسؤول أن يكون عنده ولاء شخصي لكن نطلب منه عندما نختاره لموقع مسؤولية أن يلتزم بقرارات التيار وبسياسته! ماذا يعني قبل أن يتعيّن يكون ملتزماً، وعندما يتعيّن يعد إنّه سوف يلتزم، ومن بعد التعيين يرفض الالتزام ؟، التيار هو حزب وفيه مسؤولية، ومن ينتسب اليه عليه أن يلتزم وإلّا يبقى خارجه”.
وصعّد باسيل هجومه: “شبعنا خيانة والكل يقول لنا وعن حق، ما يجري معكم؟ الجواب، لأنه لدينا حريّة وديموقراطية، لكن الأمور تخطّت الحدود. النظام نلتزم فيه، ونعدّله حسب الأصول. وكان يجب علينا أن نعدّله فاختيار النواب لا يخضع يجب الا يخضع فقط لاستطلاع رأي، إنّما ايضاً لتقييم الشخص إذا كان ملتزماً أو لا”، مضيفاً: “تابعتم انتخابات فرنسا الأخيرة ورأيتم كيف على الهواء وبدقيقة تم طرد نواب من أحزاب بسبب عدم الالتزام. “نحن صار إلنا أكثر من سنتين عم نطوّل بالنا!”.
وأردف: “يصل نائب بأصوات التيّار لكن لا نستطيع أن نضمن إلتزامه بكتلة التيار لأننا لا نعرف إذا كان سيلتزم ويصوّت معنا أو ضدّنا، تخيّلوا ان يحدث هذا الأمر في حزب ثان في لبنان أو في خارجه!”.
وختم: “تخيّلوا نائب من أحزاب ثانية، يقترع لمرشّح خلافاً لقرار حزبه ويبقى فيه؟ أو يخرج على الإعلام ويتكلم خلافاً لسياسة حزبه ويبقى فيه؟ أو يسافر ويجري لقاءات واجتماعات ومبادرات وسياسات مغايرة لسياسة حزبه ومن دون علم حزبه ويبقى فيه؟ ، “غيرنا ترويقة أو تويت ما بيتحمّلوا!”.
من حيث المكان ورمزيّته والتلميح الواضح والصريح فإنّ المقصود هو بو صعب، هذا في الشكل، أما في المضمون فهو رسالة في الاتجاهات كافة من المتن بالذات الذي نال فيه نائبان أحدهما طرد ويهاجم، والآخر ليس على خطّ واحد مع باسيل ولو كان حاضراً وعلى يمينه، وما صحّ في المتن يصح مع النواب الآخرين في الأقضية الأخرى، وخصوصاً أنّه للمرّة الأولى يتحدّث على الملأ وبهذا الوضوح، في الشأن الداخليّ للحزب الذي كان يتجنّب الحديث المطوّل فيه.
الحديث العلنيّ بهذه الطريقة والحسم بوجود ما يفترض أن يكون معارضاً أو أقلّه مختلفاً عنه، وصفه مصدر مقرّب من “التيّار” بأنّ رئيس الحزب اتّخذ قراره بالحسم، مهما كانت الخطوة صعبة، كاشفاً أنّه حاصل على تغطيه كاملة من الرئيس ميشال عون، وإلّا لما تحدّث بهذا الشكل أمامه، بالإضافة إلى حصوله على تأييد من قواعد “التيّار” بعد استطلاع داخليّ أُجري وكشف أنّ القواعد مؤيّدة لأيّ إجراء وبنسبة كبيرة، دائماً بحسب الحزبية المقربة من قيادة “التيار”.
واعتبر أنّها مسألة أشهر قبل الدخول في مرحلة التحضير للانتخابات المقبلة، والتي سيخوضها “التيّار” بطريقة مختلفة عن السابقة وبـ”نَفَسٍ مختلف” متحرّر من السلطة وما سمّي بالثورة”.
كلام باسيل لاقى استياءً واضحاً من معارضيه الذين أعادوا الحديث عن الاستئثار والقيادة المتفردة والدكتاتورية التي ستؤدي بالتيار إلى الهاوية وسيزيد من تراجعه تراجعاً أكبر، وخصوصاً أنّه بعد هذا الخطاب “العشوائيّ” في المتن يبدو أنّه سيزيد على قراراته الخاطئة قرارات جديدة.
وفي حين رفض نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب التعليق على هجوم باسيل بعد تواصل “النهار” معه، هاجم النائب السابق زياد أسود باسيل معتبراً أن “لا أحد خرق التيار ووضعه تحت خدمة الفاسدين والعملاء والمال المشبوه إلّا أنت وزمرة المرتزقة إلى جانبك”.
وأشار إلى أنّ “التيار غنيّ بالناس وباسيل حوّل قوّته لصرفها في شركات وحصص ومنافع”.
وقال: “تصوّر أنّك وصلت بالغش وقوّة عمّك ورحت تلغي الناس والذاكرة والمبادئ، وتطبخ في المسكّرة تفاهمات مشينة لا تحمي الناس ومبادئ التيار وأخلاقياته… هيدي وطاوة حزب مش إلتزام فيه”، وفق تعبير أسود.