“الحزب” مخروق أمنيّاً… تكنولوجيا وعملاء واستخبارات
تواصل إسرائيل استهدافها لقادة “حماس” و”حزب الله” وإيران، في عمليات اغتيال دقيقة جداً، ممارسة نهجاً جديداً لم تعتمده في حروبها السابقة. لكن، في المقابل، تُطرَح تساؤلات كثيرة حول أسباب هذا الإنكشاف الأمني، والذي بلغ ذروته باغتيال اسماعيل هنية في مقرّ إقامته في إيران.
يشرح الخبير العسكري أكرم سريوي بعض أسباب هذا الخرق الأمني، معتبراً أن “إسرائيل تستغلّ التكنولوجيا الحديثة ووجود عملاء لها داخل لبنان لتنفيذ عمليات اغتيال لعناصر حزب الله، مستهدفة منطقة حساسة جداً ولها رمزية خاصة بالنسبة للحزب، وهي تحاول أن تثبت قدرتها على الخرق الأمني للبنان وقدرتها العسكرية عبر استخدام سلاح الطيران”.
استهدفت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر عدداً كبيراً من قياديي حركة “حماس” وبعضها نُفّذ في بيروت، وكانت أبرز هذه العمليات تلك التي استهدفت نائب رئيس المكتب السياسي وقائدها في الضفة الغربية صالح العاروري في الضاحية.
ويكشف سريوي، في حديث لموقع mtv، أن “هناك أجهزة مخابرات غربية تعمل في لبنان وتدعم وتزوّد إسرائيل بالمعلومات”، مشيراً إلى أن حرب الاستعلام على أشدّها بين الفريقين. لكنه اعتبر أن “حزب الله قد نجح أيضاً في كشف معلومات سرية للغاية من داخل القواعد العسكرية الإسرائيلية”.
وأبعد من ذلك، يشدد سريوي على أن “ما حصل هذه المرة تجاوز التوقعات ولا يمكن أن تكون أقدمت إسرائيل على تنفيذ عملية بهذا الحجم وفي هذا المكان من دون تنسيق كامل مع الأميركي، حتى أدق التفاصيل وصولاً إلى اسم الشخص المستهدف”.
لم يكن اغتيال “الرجل الثاني” في حزب الله فؤاد شكر الأول من نوعه، فسبق واغتالت إسرائيل أبرز القياديين العسكريين للحزب طالب عبدالله وعدداً كبيراً من المسؤولين الميدانيين في فرقة الرضوان وسواها، لكن “الهجوم هذه المرة يمسّ بهيبة الحزب في منطقة تُعتبر معقله الرئيسي ويتخطى كل الخطوط الحمر”، وفق سريوي، ولكن هل نحن على أبواب حرب شاملة؟
يجيب سريوي: “بالرغم من خطورة ما جرى، لكن يبقى احتمال الحرب الشاملة مستبعداً وإن حصل بعض التصعيد لأن توسّع الحرب لا يخدم مصلحة أي طرف بل على العكس سيشكل ضرراً كبيراً بمصالح الجميع في المنطقة. ومن المؤكد أن حزب الله سيرد وفي العمق الإسرائيلي لكن على الأرجح سيختار هدفاً عسكرياً طالما أنّ إسرائيل استهدفت قيادياً عسكرياً في الحزب. فالرد لن يكون في القرى الحدودية، والحزب سيرسي معادلة أساسية هي بيروت مقابل تل أبيب أو حيفا ولن يقبل بأقل من ذلك، ما يجعل الأمور مفتوحة على مختلف الاحتمالات، خصوصاً أن الفريق الإسرائيلي الداعي إلى توسعة في الشمال كبير، وهو الحاكم”.
في المقابل، يلفت سريوي إلى أنه “إذا لم تقم إسرائيل بالردّ على الردّ، سنعود إلى قواعد الاشتباكات الأساسيّة، أو إلى ما سُمّي بوضع سقف لهذه الحرب، على الرغم من مخاطر اندلاع حرب شاملة في أي وقت تنزلق فيه المواجهات بين الجانبين”.
تقوم إسرائيل بخروقات كبيرة، متخليةً عن الأساليب التقليديّة في الحروب لصالح التقنيّات الحديثة. فهل المواجهة بأدواتها القديمة لا تزال كافية للوقوف في وجهها؟
نادر حجاز -موقع mtv