المحور سيردّ من كلّ ساحاته
شهدت الأيام الأخيرة لقاءات واجتماعات موسّعة بين قيادات محور المقاومة وقادة إيران في طهران، واتصالات ولقاءات بين قادة المقاومة في بيروت من أجل البحث وتنسيق الردّ على الاغتيالين اللذين طالا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي العسكري في الحزب الحاج فؤاد شكر (الحاج محسن). والهدف من هذه اللقاءات تقويم دلالات ما جرى ووضع خطّة عمل مشتركة لمواجهة المرحلة المقبلة.
جاءت مواقف الأمين العام للحزب خلال تشييع القيادي فؤاد شكر واضحة في أنّ الردّ آتٍ وأنّنا “دخلنا مرحلة جديدة” من المواجهة مع العدوّ الصهيوني على صعيد كلّ الجبهات.
تقول مصادر مطّلعة في محور المقاومة لـ”أساس” إنّ المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد الميداني على كلّ الجبهات، وإنّ الردّ الآتي على الاغتيالين سيكون قويّاً وحازماً، لكن دون الذهاب إلى حرب واسعة. وذلك لتعطيل مشروع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهادف لأخذ المنطقة إلى حرب واسعة وإشراك أميركا في هذه الحرب ضدّ إيران ومحور المقاومة.
لكن كيف سيكون الردّ؟ وهل تستوعب إسرائيل الردّ المقبل كما حصل في شهر نيسان الماضي خلال الردّ الإيراني على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق؟ أم تأخذ المواجهة إلى حرب واسعة؟ وهل يستطيع محور المقاومة توجيه ضربة قاسية لإسرائيل دون الانجرار إلى حرب واسعة؟
ردّ متعدّد المصادر… وتعطيل دفاعات إسرائيل
تقول المصادر المطّلعة على أجواء محور المقاومة إنّ من الأفضل أن يكون الردّ منسّقاً مع كلّ الجبهات ومع إيران كي يكون حازماً وقويّاً، وأن يتمّ استهداف مراكز عسكرية واستراتيجية، وأن تكون هناك قدرة على منع منظومات الدفاع الجوّية الإسرائيلية من إسقاط الصواريخ أو الطائرات المسيّرة التي ستستخدم في العملية العسكرية، وهذا يتطلّب خطّة محكمة وقدرة غير تقليدية في المواجهة، وإنّ قوى المقاومة على كلّ الجبهات تمتلك القدرات العسكرية واللوجستية لتنفيذ ذلك، لكنّ نتائج العملية مرتبطة بالجانب الميداني وعامل المفاجأة.
لكن ماذا عن الموقف الأميركي؟ وهل يستطيع تعطيل أهداف العملية وإفشال أهدافها؟
تؤكّد مصادر مطّلعة في واشنطن أنّ الاغتيالين في ضاحية بيروت الجنوبية وإيران حظيا بموافقة أميركية، وأنّ أميركا ستقف إلى جانب إسرائيل وستقدّم لها كلّ الإمكانات العسكرية واللوجستية لإفشال أيّ عملية عسكرية تستهدفها، وأنّ الإدارة الأميركية قدّمت لإسرائيل خلال الأسابيع الماضية أسلحة جديدة قادرة على تنفيذ ضربات غير تقليدية، وأنّه خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وبعد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لواشنطن، تمّ تأكيد الموقف الأميركي الداعم لإسرائيل بكلّ الأسلحة المطلوبة.
إذاً نحن أمام تطوّر جديد في الحرب، والأيام المقبلة ستشهد ردّ إيران والمقاومة. لكن في المقابل لن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي. وعلى الرغم من تلويح الأميركيين والإسرائيليين بالعودة إلى المفاوضات، تستمرّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وقد نشهد المزيد من الاغتيالات لقيادات سياسية وأمنيّة. ولذلك تبدو الصورة غامضة والمنطقة مفتوحة على كلّ الاحتمالات، ولا يمكن تحديد مسار الأمور، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي.
قاسم قصير – اساس ميديا