فن - منوعات

فلاتر وسائل التواصل.. كيف تسبب السوشيال ميديا ضررًا نفسيًا

يستمتع العديد من الأشخاص بالفلاتر والعدسات، شفاه ممتلئة وبشرة ناعمة خالية من العيوب بفضل فلاتر التجميل، التي يمكن أن تجعل كل صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تبدو وكأنها لعارضة أزياء فاتنة.


رغم أن عيوب البشرة من ندوب وبقع تعد الشيء الأكثر طبيعية في العالم، لكن فلاتر التجميل على منصات التواصل الاجتماعي جعلت بشرة مستخدميها خالية من هذه العيوب لأنها تزيل البقع وتجعل الأسنان ناصعة البياض والوجه في غاية الجمال. تلك الفلاتر لم تسبب المشاعر السلبية فقط ولكن قد تدفع البعض لإجراء عمليات تجميل غير ضرورية ليبدو أولئك الأشخاص بشكل مشابه للصورة الوهمية التي توفرها الفلاتر على مواقع التواصل. فصار الناس يعيشون حياتهم بين وهْم الفلاتر.
 

طغت الفلاتر على واقعنا الطبيعي الجميل، وتعمقت لتُحدث شرخًا في صدقية الوجود، والشعور بلذة الحياة على طبيعتها، فغلب الشكل على المضمون، ولم تقتصر تلك التقنية على مواقع التواصل الاجتماعى، بل انتشرت على أرض الواقع من خلال وسائل تجميل تغير ملامح الوجه بشكل كبير.
وفي ذلك، تقول سلمى، صاحبة صالون تجميل “لقد قمت بتقييم بعض المراهقين والنساء الذين ناقشوا فكرة إجراء الجراحة التجميلية ليكونوا أشبه بنسخة فلاتر السوشيال ميديا، ويقوم بعضهم بإحضار صور أنفسهم بعدما تم تعديلها باستخدام فلاتر الجمال ليصبحوا مثلها”.

وأكدت سلمى إن “الرغبة في أن يبدو الوجه أكثر جمالا يعد إشكالية بالتأكيد، لأن العديد من الصور النمطية عن الجمال يتم استخدامها بكثافة عن طريق الفلاتر، مثل الأنف الصغير، وحجم الشفاه المختلف. ومع أن هذه الفلاتر تحول المستخدمين إلى نسخة مختلفة تماماً عن شكلهم الحقيقي، وتبدو أنها تجعل الكثيرين يشعرون بالرضا عن أنفسهم، ولكنها في الواقع تسبب تأثيرات سلبية كثيرة على الصحة النفسية”.
وأشارت الى أن “هوس الحفاظ على الجمال بالشكل لدى النساء مرتبط بتقدم العمر. فكلما تقدمت المرأة فى العمر زاد اهتمامها ببشرتها حفاظًا عليها من الإصابة بالتجاعيد. وفى ذلك نسبة كبيرة من تقليد المشاهير والفنانين الذين يقومون بالعديد من العمليات التجميلية ليظهروا بسن أصغر عن سنهم الحقيقى”.
وتوضح السيدة سلمى أنه “قد ينتج عن كثرة استخدام الفلاتر حدوث اضطرابات نفسية للشخص. فعندما يتعرف عليه الناس على طبيعته، وتبدأ عملية المقارنة بين شكله الحقيقى وشكله على مواقع التواصل الإجتماعي،سينظرون له نظرة مختلفة وبالتالى يكره ذاته وهو ما يقلل فعليًا من ثقته بنفسه”.
وقالت أن “المشكلة مع هذه الفلاتر هي أنك ترى جانباً من نفسك مع تعديلات غير موجودة في الواقع، والتي تتوافق مع مثالية غير طبيعية”، مؤكدة” أن الفلتر أصبح الهوس غير الصحي وفكرة تكبر وتنمو لدينا جميعاً مع الإدمان على المظهر المثالي”.
ووجهت رسالة الى محبي الفلاتر أنه “يمكنكم أخذ قسط من الراحة والابتعاد عن السوشيال ميديا. حاولوا مشاهدة محتويات إيجابية ومفيدة والابتعاد عن الصورة المزيفة التي تقدمها الفلاتر”.
وتقول الشابة “اسراء” 25 عامًا “أستخدم الفلاتر لأن ملامحي تصبح أجمل، وأحيانًا أستخدمها كبديل للماكياج. ودائماً أقول لنفسي: حسنا، يجب أن أجعل أنفي أصغر وأن أُعطي شفة كبيرة لنفسي وأجعل وجهي على شكل حرف”V” لأنني أشعر في بعض الوقت أن ملامحي ليست بالجاذبية التي أتمناها”.

وتضيف “لكن ماذا يحدث عندما نخرج إلى ارض الواقع ونظهر من دون فلاتر وتظهر بشرتنا طبيعية بما تحتويه من بثور وهالات داكنة تحت العين؟ هذا الأمر يعد محطما للغاية. وتلك الفلاتر لم تسبب المشاعر السلبية فقط ولكن قد تدفع البعض لإجراء عمليات تجميل غير ضرورية ليبدو أولئك الأشخاص بشكل مشابه للصورة الوهمية التي توفرها الفلاتر على سناب والانستغرام”.
وأكدت اسراء أن “وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في دفع الناس للبحث عن أفضل التطبيقات التي تمنح تعديلات جمالية أفضل، وعززت لديهم فكرة عدم قبول الواقع بطبيعته، وهي ليست فقط مسألة فلاتر، هي مفهوم كنا نُحاول ألا نُصدق وجوده، إن الكذب دخل في كل شيء، لننتقل للفلاتر التي نعيشها فعلاً مثل الكذب،والغش والخداع.
ويحذر خبراء من أن هذه التطبيقات قد تتسبب في عواقب نفسية خطيرة للمستخدمين، إذ ذكرت دراسة بريطانية أن ثلثي الشباب يشعرون بضغوط بسبب معايير الجمال على الشبكات الاجتماعية. فيما أفادت دراسة ثانية أن حوالي ثلث الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 11 و21 عاما توقفن عن نشر صورهن من دون استخدام فلاتر التجميل.
في الختام، الخطوة الأولى التي يمكنك اتخاذها هو الوعي بحقيقة تلك الفلاتر وأنها ليست حقيقية، للتخلص من الأفكار السلبية عن نفسك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com