التيار يتقهقر من بعبدا إلى جبيل… استقالات وحركة جديدة طور التحضير
التيار يتقهقر من بعبدا إلى جبيل… استقالات وحركة جديدة طور التحضير
لا يعيش التيار الوطني الحر أفضل أوقاته، هو من شكل بعد العام 2005 التسونامي الذي اجتاح المجلس النيابي يواجه اليوم تساقطاً غير مسبوق للخارجين منه إما طوعاً أو إلزاماً، إلا أن المشترك بين الإثنين هو الخروج الصارخ على المبادئ التي أسس عليها التيار.
التيار العوني يتحوّل تدريجياً إلى تيار باسيلي بدأ مع إقصاء نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وأكمل مع النائب آلان عون ليقطع النائب سيمون ـبي رميا الطريق على جموح رئيس التيار جبران باسيل لإبعاده بإعلان استقالته.
إلا أن الأمور لا تقف عند حدود النواب الذين يحاول باسيل التخلّص منهم على حد تعبير أحد القياديين الخارجين من جديد من عباءة التيار، فهو يطمح إلى إخراج كل منافسيه الرئاسيين أو غيرهم داخل التيار “على حياة عين عمه الجنرال ميشال عون” ليعطي انطباعاً إلى أنصار الجنرال أن ما ينتهجه ما هو إلا بموافقة وتغطية شاملة منه.
حتى أن المصادر تذهب أبعد من ذلك في التخطيط الخبيث لرئيس التيار كما تسميه، فهو قد يكون أوعز لبعض النواب المحسوبين عليه لانتخاب جهاد أزعور بهدف إلقاء التهم على النواب آلان عون أو سيمون أبي رميا والتخلّص منهما.
هذا النهج الباسيلي لم يعجب الكثيرون ممّن ساروا على مبادئ التيار كما توضح المصادر فلم يعودوا يجدون أنفسهم في التيار لذلك سارع العديد من المتعاطفين والمتضامنين مع النائب آلان عون إلى إعلان استقالتهم من التيار حيث تجري عملية جمع بطاقات على نطاق واسع لا سيّما في قضاء بعبدا لتسليمها إلى التيار.
وتكشف المصارد على أن منسقي عدد من القرى مثل راس الحرف والعرباينة وحمانا وجوار الحوز وحارة حريم ووادي شحرور وغيرها بما يصل إلى 15 منسق، إضافة إلى كوادر كبيرة في بعبدا كان لهم بصماتهم داخل التيار وتنقّلوا في مناصب داخلية، أمثال إيلي هبر وسمير معلوف ومايك هاشم.
كما تشير المصادر إلى معلومات عن تقديم منسق هيئة كفرشيما خليل بربور ومنسق قضاء بعبدا وليد بدور استقالتهما من التيار، ويتم التحضير لاستقالة جماعية سوف يتم الإعلان عنها.
إلا أن الأهم هي المعلومات التي أكّدت على استقالات في هيئة التيار في البترون على خلفية ما حصل مع آلان عون.
أما على صعيد منطقة جبيل حيث معقل النائب المستقيل من التيار سيمون أبي رميا سيكون هناك ردات فعل مشابهة لما يحصل في بعبدا لا سيّما أن للأخير حيثيّة شعبية شبيهة بحيثية آلان عون في بعبدا.
ولا تخفي المصادر احتمال الذهاب إلى حركة سياسية تجمع المعترضين على الحالة الحالية للتيار وتعيد إحياء المبادئ التي ناضلوا لأجلها وليس شرطاً أن تكون بقيادة النائب عون أو غيره، والأكيد أن ما حصل لن يكون عابراً بل سيكون هناك شيئ يؤسّس عليه، ومن الضروري برأي المصادر أن يتجمّع كافة المتضررين للقيام بحركة سياسية فاعلة وإلا فلن ينجح الأمر بتاتاً.