“السيناريو الأسوأ”… يثير المخاوف
“السيناريو الأسوأ”… يثير المخاوف
تشتعل بورصة التكهنات المحلية والخارجية بشأن سيناريوهات رد “حزب الله”على إسرائيل وتبعاته على مستوى الردّ الإسرائيلي المضاد، لجهة استنساخ إسرائيل نهج التدمير والإبادة الجماعية في غزة في ردها على لبنان.
ولكن حتى اليوم، فإن سيناريو الغارات الجوية هو المعتمد في أي ردّ إسرائيلي وفق ما يشير المحلل الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، إذ يرى أن الحزب يركز على أن يكون رده “بالعنف وبالحكمة” وفق ما تحدث السيد حسن نصرالله.
وفي حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، يعرض العميد ملاعب ترجمة “الحكمة” ميدانياً، فيوضح أن الحزب لم يخرج من قواعد الإشتباك التي رسمها بنفسه، وحددها بأن لا يكون استهداف لمدنيين وألزم العدو بعدم استهداف مدنيين.
وبالتالي، يلاحظ ملاعب أن العدو، وفي غارته على الضاحية، اجتاز المدى والنوع واستهدف قائداً وضحايا مدنيين، لذلك من الممكن أن يبقي الحزب هذه الشروط على العدو، بمعنى أنه إذا ردّ، فلن يعطي مبرراً للعدو باستهداف مدنيين، حيث أنه من الممكن ان يرد العدو بالمدى وبالنوع والتدمير لمراكز عمليات أو غرف يدّعي أنها مراكز عمليات للحزب وبالتالي يستهدف مدنيين عرضاً.
ورداً على سؤال عن السيناريو الأسوأ كما يتصوره ملاعب، فهو أن يكون هناك “دخول بري على الطريقة الإسرائيلية أي الأرض المحروقة، سواء بانزال داخل الجبهة أو سواء بالإكتناف من ناحية الجولان باتجاه البقاع الغربي أو في أماكن أخرى يمكن أن تكون ثغرات ضعيفة غير محمية، كما فعل الأوكران في روسيا حيث دخلوا مدينة كورسك عندما جهّز لهم الأميركيون بأن هذه ثغرة ومن الممكن الدخول منها بسبب غياب الحماية”.
ويكشف ملاعب أن “أمام هذا العدو استخبار قوي واستعلام قوي ويستفيد من الإستعلام الدائم الأميركي والبريطاني، وبالتالي من الممكن أن تكون هناك ثغرة تربك المقاومة، وهنا يكون السيناريو الأسوأ الذي يثير الرعب خصوصاً إذا أقدمت إسرائيل على التدمير واعتماد الأرض المحروقة في دخولها”.
وهنا لا يقيم ملاعب أي اعتبار للرد الإسرائيلي على طهران أو على اليمن، كونه “مكلف ولا ينفع العدو بشيء، بقدر ما ينفعه إسكات جبهة الشمال”.
ويلفت ملاعب إلى أن “الأميركيين يصرحون دائماً عن وقف التصعيد، ولكن كل هذا الكلام فارغ إذ طالما أنه بقي لجو بايدن 5 أشهر في موقعه وطالما أنه تحدى العالم والأمم المتحدة والقوانين الدولية في سبيل دعم إسرائيل، فالسيناريو الأسوأ يتضمن المشاركة الأميركية عبر الإستخبارات والمعلومات والدعم لعملية إسرائيلية أثناء وجود بايدن في السلطة، من أجل إنهاء ما وعد به وهو إنهاء التهديد من الشمال، بعدما قال إنه لن يُبقي إسرائيل تحت التهديد مستقبلاً”.
ويُعرب ملاعب عن الخشية من أن “ينفذ بايدن هذا الكلام أثناء ولايته خاصة طالما أنه لبس هذه الراية السوداء بحق فلسطين وبحق لبنان وممكن أن يسمح بهذا الوضع ويدعمه”.
وليس صدفة، يتابع ملاعب، أن” سفينةً أميركية أفرغت بالأمس في إسرائيل قنابل زنة 500 كلغ، وليس صدفة أن يخصص من أصل 26،4 مليار دولار، 5 مليارات للقبة الحديدية أي عشرة آلاف صاروخ للقبة الحديدية إضافة إلى الصواريخ الموجودة، كما أنه ليس صدفة أنه يريد إعادة الردع الإسرائيلي إلى إسرائيل، لأن عدم حصولها على تفوق في الردع، يؤكد وجود مشكلة قائمة ستعانيها مستقبلاً”.