اخبار دولية

“أكبر اختبار”.. ماذا كُشف عن “جهوزية إسرائيل” لصدّ “ردّ إيران”

“أكبر اختبار”.. ماذا كُشف عن “جهوزية إسرائيل” لصدّ “ردّ إيران”

عززت إسرائيل دفاعاتها الجوية تحسباً لأي هجوم من قبل إيران التي تسعى للانتقام بعد اغتيال اثنين من كبار قادتها، حيث يقول مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب تتوقع هجوماً جوياً كبيراً.

وأمضت طهران ووكلاؤها الإقليميون، ولا سيما حزب الله في لبنان، عقوداً في تجميع ترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أجبرت إسرائيل على توسيع دفاعاتها إلى أقصى حد ممكن على مدى 10 أشهر من الحرب منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول من غزة.

أكبر اختبار لإسرائيل

مع هذا، فإنّ المسؤولين الإسرائيليين يتوقعون بحسب صحيفة “فايننشال تايمز” أنه في أعقاب ضربة وقعت الأسبوع الماضي وقتلت قائد حزب الله فؤاد شكر في بيروت، وضربة أخرى قتلت الرئيس السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، سيأتي أكبر اختبار للدفاعات الإسرائيلية في الأيام المقبلة، وقالت تل أبيب إنها قتلت شكر لكنها لم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها عن مقتل هنية.

وقال محلل الشؤون العسكرية الإسرائيلية يعقوب لابين، إنه “إذا كان هجوماً جماعياً مشتركاً، في وقت واحد، يمكن لذلك أن يطغى على نظام الدفاعات إلى حد ما، حيث إنهم لا يعلمون كم عدد المقذوفات التي تمر وما نوع الضرر الذي يُمكن أن تسببه”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري، هذا الأسبوع، إن دفاعات البلاد عُززت بأفراد إضافيين “في الجو والبحر والبر” ووُضعت في أعلى حالة تأهب.

إلا أنه في الوقت نفسه، فقد حذر هغاري أيضاً من أن “الفقاعة الواقية” التي يوفرها نظام القبة الحديدية الحديث والعديد من المنصات الأخرى “ليست محكمة الغلق”، وهو بمثابة اعتراف ضمني بأن القبة الحديدية ستواجه صعوبات كبيرة في التصدي للهجوم الإيراني المحتمل إذا جاء كبيراً.

القبة الحديدية

وعلى الرغم من الضربة الصاروخية التي استهدفت ملعب كرة قدم في مرتفعات الجولان في وقت سابق، وأسفرت عن مقتل 12 طفلاً وأثارت التصعيد الأخير بين الأطراف، إلا أن الجمهور الإسرائيلي واثق بشكل عام من قدرات القبة الحديدية، وهي الطبقة الأولى من دفاعات تل أبيب التي صدت آلاف الصواريخ قصيرة المدى التي أطلقتها حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة منذ إطلاقها في عام 2011.

والقبة الحديدية، مثل الدفاعات الجوية الإسرائيلية الأخرى، تم تمويلها وتطويرها بالاشتراك مع الجيش الأميركي، بحسب الصحيفة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن معدل اعتراض 90% للقذائف التي أطلقتها حماس ومسلحون آخرون خلال حرب غزة عام 2021 على مناطق مأهولة بالسكان في البلاد.

لكنه مع هذا، فإن الجيش الإسرائيلي لم يوضح تفاصيل نسبة الاعتراضات خلال الحرب الحالية، على الرغم من أن حماس أطلقت حوالي 3000 صاروخ على إسرائيل في 7 تشرين الأول، حيث تصدى النظام لوابل غير مسبوق، من المحتمل أن يكون الأكبر في يوم واحد في التاريخ العسكري الإسرائيلي.

الدفاع بالذكاء الاصطناعي

ويقول محللون إن معدل النجاح المرتفع للنظام الدفاعي الإسرائيلي يرجع إلى حد كبير إلى الرادار المتطور للمنصة، والذي تم تعزيزه الآن بقدرات ذكاء اصطناعي إضافية تمكنه من تمييز الصواريخ القادمة، التي تقع في نطاق 70 كم تقريباً.

وهذا يسمح أيضاً للجيش الإسرائيلي بالحفاظ على الإمدادات المحدودة من صواريخ “تامير” الاعتراضية الأكثر تطوراً، والتي تكلف عشرات الآلاف من الدولارات لكل صاروخ.

كذلك، تم نشر نسخة بحرية من القبة الحديدية، يشار إليها غالبا باسم “سي دوم”، على طرادات البحرية الإسرائيلية، حيث نجحت في إسقاط طائرات بدون طيار هجومية أطلقت على أصول إسرائيلية في البحر الأحمر من قبل جماعة الحوثي المدعومة من إيران من اليمن وعلى منصات غاز البحر الأبيض المتوسط التي أطلقها حزب الله من لبنان.

ويمتلك حزب الله بمساعدة إيران، ترسانة أكبر بكثير وأكثر تطوراً من حماس أو الحوثيين، حيث يقدر أنهم يمتلكون حوالى 150 ألف صاروخ، بما في ذلك قدرات بعيدة المدى ودقيقة التوجيه وطائرات بدون طيار هجومية، فضلاً عن صواريخ مضادة للدبابات وللطائرات.

قدرات إيران

وتمتلك إيران أيضاً “أكبر ترسانة صواريخ وأكثرها تنوعاً” في الشرق الأوسط، وفقاً لمركز أبحاث المخابرات المركزية الأميركية، وتتكون من آلاف الصواريخ، بعضها قادر على ضرب
إسرائيل وحتى جنوب شرق أوروبا.

ولمواجهة هذا التهديد، طورت إسرائيل طبقة ثانية من الدفاع تعرف باسم “مقلاع داود” التي تتمثل مهمتها في إسقاط الصواريخ الثقيلة والباليستية التكتيكية، مثل صواريخ “سكود”، في نطاق يتراوح بين 100 كيلومتر و300 كيلومتر.

ولم يشهد النظام، الذي بدأ العمل به في عام 2017، حركة حقيقية إلا خلال العام الماضي، حيث أصابت صواريخه الاعتراضية المذهلة مقذوفات عدة أطلقت من غزة.

أما الطبقة الثالثة من الدفاع الجوي، “السهم 2 و 3″، فتهدف إلى الدفاع عن إسرائيل من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، واعتراض المقذوفات القادمة خارج الغلاف الجوي للأرض، وغالباً ما تكون مرتفعة فوق المجال الجوي الإسرائيلي وبعيداً عنه.

وقد شهد “السهم” أول استخدام عملي خلال الحرب الحالية، حيث نجح في إسقاط حفنة من الصواريخ الباليستية القادمة من الحوثيين وفي نيسان خلال هجوم إيراني ضخم شمل أكثر من 100 صاروخ باليستي.

دفاعات ليست “منيعة”

وتقول الصحيفة إن إحباط هذا الوابل الإيراني، وهو أول هجوم مباشر تشنه طهران من أراضيها ضد إسرائيل، استلزم دعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا عبر المنطقة من رادار الإنذار المبكر ومنصات الدفاع الصاروخي وأسراب الطائرات المقاتلة.

ومع ذلك، فإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعيدة كل البعد عن كونها “منيعة”، حيث يسلط المحللون العسكريون الضوء بشكل خاص على التحدي الذي تشكله الطائرات بدون طيار ذات التقنية المنخفضة التي أطلقها حزب الله في الصراع الحالي، والتي ثبت أنه من الصعب اكتشافها وتعقبها وإسقاطها.

24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com