لهذه الأسباب.. لن تتجرأ إسرائيل على شنّ حرب على لبنان
يلاحق شبح الحرب لبنان، بعدما بلغ التوتر والترقب نقطة متقدمة في الأيام الماضية، فيما يتواصل السجال السياسي على الساحة الداخلية حول انعكاسات هذه الحرب، إن وقعت، على الواقع الإقتصادي، الذي يقف على مشارف الإنهيار الكامل. إلاّ أن الكاتب والمحلل السياسي في واشنطن وسام يافي، يناقش وبالأرقام، الكلفة التي سيتكبدها الإقتصاد الإسرائيلي نتيجة أي حرب محتملة مع “حزب الله”.
ويعرض المحلل يافي، لتقرير صادر عن مركز الأبحاث الأميركي “راند”، الذي توقع أن يبلغ إجمالي الكلفة الإقتصادية لحرب غزة على الإقتصاد الإسرائيلي، حوالي 400 مليار دولار، تشمل 10٪ من تكاليف الحرب المباشرة، و 90٪ من التكاليف غير المباشرة الناتجة على سبيل المثال عن تراجع الإستثمارات وإقفال المؤسسات التجارية وتعطيل الإنتاج الصناعي والتصدير، وهجرة الكفاءات.
وبالتالي، على مستوى الحرب مع لبنان، يرى المحلل يافي، أن كلفتها ستكون مضاعفة بالنسبة لإسرائيل، وقد تطرق إلى هذه المسألة الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، في خطابه الأخير، حيث قدّرها في حدود 150 مليار دولار.
وبرأي يافي، فإن الضرر الذي يُمكن أن يلحقه الحزب بإسرائيل في أي حرب موسعة، هو أكثر مما يمكن لحركة “حماس” أن تحققه في غزة، مع العلم أن تقديرات نصرالله، أخذت بالإعتبار إقتصاد شمال إسرائيل فقط، ولم تتناول ما يمكن أن تدمره صواريخ الحزب في قلب إسرائيل، كما في تل أبيب وحيفا، إذ أن المحللين يقدرون أن يطلق الحزب ما يصل إلى 3000 صاروخ يومياً ولفترة تتجاوز الشهر، وبالتالي فإن الخسائر ستتخطى عتبة تقديرات نصرالله.
ورداً على سؤال حول التكاليف غير المباشرة لحرب غزة حتى اليوم، يشير المحلل يافي إلى انكماش الإقتصاد الإسرائيلي بنسبة 20 بالمئة، وانخفاض الإستثمار التجاري بنسبة 67.8٪، وتراجع الإستهلاك بنسبة 26.9٪، وانخفاض الصادرات بنسبة 18٪، وارتفاع عجز الميزانية الإسرائيلية إلى 6.6٪، مع إغلاق 46000 شركة، وخفض تصنيف الديون المتوقع قريباً.
ويكشف يافي عن أن إسرائيل لن تجرؤ على شنّ حرب على لبنان، معتبراً أنه إذا كانت “حماس”، التي كان نطاق حربها المباشر بعيداً عن المراكز الاقتصادية ومقتصراً على المناطق المحيطة بقطاع غزة، قادرة على إلحاق مثل هذه الخسائر الإقتصادية غير المباشرة بإسرائيل، فإن تكاليف الحرب مع لبنان ستكون هائلة.
ويقول يافي إن الحرب مع لبنان، ستكون أكبر بعشرين مرة على الأقل من حرب غزة، نظراً للمساحة الجغرافية المحدودة للقطاع المحاصر، فيما الحزب ينشط في مساحات واسعة من لبنان، وبالتالي فهو يتوقع أن يكون الدمار داخل إسرائيل هائلاً.
وعليه، يعتبر يافي أنه إذا كانت التكلفة المباشرة لحرب غزة مقدرة ب40 مليار دولار، فإن خسائر حرب لبنان المباشرة قد تصل إلى 200 مليار دولار، وإذا أُضيفت إليها التداعيات غير المباشرة، فمن المحتمل أن تصل إلى تريليون دولار ككلفة إجمالية، وبالتالي ستواجه إسرائيل كارثة إقتصادية، بينما من الناحية الإستراتيجية فإن هذه الحرب لن تحقق أي مكسب.