على وقع حبس الانفاس بانتظار الرد المرتقب.. ما هي قدرات ح ز ب الله العسكرية
على وقع حبس الانفاس بانتظار الرد المرتقب.. ما هي قدرات ح ز ب الله العسكرية
كتب موقع “الحرة”: تثار التساؤلات عن ترسانة أسلحة حزب الله في لبنان مع تصاعد التوترات على طول الحدود مع تعهده بالرد على اغتيال إسرائيل أحد أهم قادته، فؤاد شكر، في الثلاثين من تموز.
وارتفع منسوب التوتر بشكل حاد مع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في صبيحة اليوم التالي في طهران.
ومن شأن أي هجمات شديدة بين أي من هذه الأطراف أن تجر إسرائيل ولبنان ومعظم المنطقة إلى حرب شاملة.
فخلال أكثر من عشرة أشهر من الصراع عبر الحدود مع إسرائيل، على خلفية الحرب المستمرة في غزة، شن حزب الله المئات من الهجمات لاختبار الثغرات في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وكشف فيها النقاب عن أسلحة جديدة ردا على مقتل كبار القادة داخل لبنان.
وبحسب الباحثة في مركز “كونترول ريسكس” دينا عرقجي، كان لدى الحزب في العام 2006 قرابة “15 ألف صاروخ”، وهو عدد “تضاعف نحو عشر مرات” على الأقل وفق التقديرات، وفق ما تنقل عنها “فرانس برس”.
وتلقى حزب الله شحنات كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران، وبدأ مؤخرا في إنتاج أسلحته الخاصة. كما تتميز هذه الجماعة بقدرات دفاع جوي، وهو ما لا تمتلكه أغلب الميليشيات في المنطقة.
وتتضمن ترسانة الجماعة صواريخ موجهة وغير موجهة، ومدفعية مضادة للدبابات، وصواريخ باليستية ومضادة للسفن، فضلاً عن طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، مما يسمح لها بالوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
لدى الجماعة المدعومة من إيران ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، وفقا لكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
ذخائر غير موجهة
ومعظم أسلحة حزب الله هي ذخائر غير موجهة من الدرجة الأدنى، “والتي قد تهدد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية إذا أطلقت بأعداد كبيرة. والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لإسرائيل هو الذخائر الدقيقة الذي قال الحزب إنه يمتلكها”، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وشكلت القذائف غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله الصاروخية في حربها مع
إسرائيل عام 2006، عندما أطلق نحو أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها كاتيوشا يصل مداها إلى 30 كيلومترا.
ويحتفظ حزب الله بغطاء محكم على ترسانته، مما يترك خبراء الأسلحة لتخمين المدى الكامل لقدراته. والكثير مما هو معروف للعامة يأتي من تصريحات الجماعة وزعيمها نصر الله، الذي يقول إن مقاتليه استخدموا “جزءًا فقط من أسلحتنا” في تصعيد الهجمات على شمال إسرائيل منذ 8 تشرين الأول.
ويمتلك حزب الله أنواعا إيرانية، مثل صواريخ رعد وفجر وزلزال. وشملت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال حرب غزة منذ أكتوبر صواريخ كاتيوشا وبركان بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.
واستخدمت الجماعة لأول مرة في حزيران صواريخ فلق 2 إيرانية الصنع التي يمكنها حمل رأس حربي أكبر من صواريخ فلق 1 المستخدمة في الماضي.
الصواريخ والقذائف
بدأ حزب الله في ضرب شمال إسرائيل لأول مرة بعد يوم من اقتحام مسلحين بقيادة حماس للبلاد في 7 تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة. وقالت الجماعة إنها ستواصل القتال حتى توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة.
استخدم حزب الله صواريخ وقذائف قصيرة المدى مختلفة، في البداية استهدفت الدبابات وغيرها من المعدات التقنية بالقرب من الحدود قبل التقدم إلى الهجمات على الثكنات والقواعد العسكرية.
وفي 11 تشرين الثاني، كشف نصر الله أن حزب الله يستخدم صواريخ بركان.
وفقا لفابيان هينز، محلل الدفاع والعسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أصبحت بركان “سلاحا مميزا للجماعات المدعومة من إيران في المنطقة”، بحسب ما تنقل عنه “واشنطن بوست”.
ومن بين تلك الأسلحة التي يمتلكها واستخدمها حزب الله مؤخرا صاروخ فلق طويل المدى والمزوّد برأس حربي معزز.
ويقول الخبير العسكري رياض قهوجي إن الصاروخ الإيراني الصنع “ليس دقيقا” ولديه “هامش خطأ قد يصل إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات”، بحسب ما تنقل عنه “فرانس برس”.
ويستخدم حزب الله، الذي أعلن مرارا منذ بدء التصعيد مع إسرائيل استخدام صواريخ فلق-1 لقصف مواقع عسكرية، صواريخ أخرى أكثر دقة بينها الصواريخ المضادة للدبابات والكورنيت وسواها”، وفق قهوجي.
صواريخ مضادة للدبابات
استخدم الحزب الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في حرب 2006 ونشرت صواريخ موجهة مجددا، من بينها صواريخ كورنيت روسية الصنع.
خلال الصراع الحالي، استخدم
حزب الله بشكل متكرر صواريخ كورنيت المحمولة المضادة للدبابات المصنوعة في روسيا، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
صواريخ مضادة للطائرات
من غير المعتاد أن تمتلك جهات فاعلة غير حكومية مثل حزب الله قدرات دفاع جوي، مما يشير إلى مدى استعداد المجموعة للحرب.
وبحسب ما تنقل “واشنطن بوست” عن هينز، استخدم حزب الله ذخائر أرض-جو، وأبرزها صاروخ 358 المضاد للطائرات الإيراني الصنع، لإسقاط طائرات بدون طيار إسرائيلية.
وفي مناسبتين على الأقل، زعمت الجماعة أنها استخدمت ذخائر أكثر تطورا، على الأرجح صاروخ صياد-2 سي الإيراني، كما قال هينز، وهو صاروخ موجه بالرادار يمكنه الوصول إلى أهداف على ارتفاع 90 ألف قدم تقريبا ضد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، مما أجبرها على التراجع.
وأسقط حزب الله طائرات مسيرة إسرائيلية عدة مرات خلال هذا الصراع باستخدام صواريخ سطح-جو، منها طائرات مسيرة من طرازي هيرميس 450 وهيرميس 900.
ورغم الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن حزب الله لديه صواريخ مضادة للطائرات، كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الجماعة هذه الأسلحة.
طائرات مسيرة
منذ أشهر عدة، يستخدم
حزب الله بكثافة الطائرات المسيرة في هجماته على مواقع عسكرية إسرائيلية، قريبة عموما من الحدود وأحياناً أكثر عمقا داخل إسرائيل.
ونشر الحزب الشهر الماضي ثلاثة مقاطع مصورة التقطتها مسيراته، أظهرت مسحا شاملا لأهداف إسرائيلية حساسة، آخرها قاعدة رامات دافيد في وسط اسرائيل في 23 تموز.
وتتضمن ترسانة حزب الله طائرات مسيرة مجمعة محليا من طرازي أيوب ومرصاد، ويقول محللون إن من الممكن إنتاج هذه الطائرات بسعر رخيص وبكميات كبيرة.
ويمتلك الحزب أيضا طائرات شاهد 136 وغيرها من الطائرات بدون طيار المصنعة في إيران والموجهة بنظامي التوجيه الكهروضوئي ونظام تحديد المواقع العالمي “جي بي أس”.
ويبدو أن إسرائيل في المقابل كثفت من التشويش في لبنان، مما يقطع خدمات “جي بي أس”.
صواريخ مضادة للسفن
وكشف حزب الله لأول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومترا قبالة الساحل مما أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.
وتقول مصادر مطلعة على ترسانة حزب الله إنه حصل منذ حرب 2006 على الصاروخ ياخونت روسي الصنع المضاد للسفن والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر، بحسب وكالة رويترز. ولم يؤكد
حزب الله قط امتلاكه هذا السلاح.
ويشير هينز إلى أن حزب الله سري بشأن ترسانته، “استغرق الأمر 13 عاما حتى تكشف الجماعة عن استخدامها لصاروخ C-802 لإغراق سفينة إسرائيلية في عام 2006.
ويرى تحليل لـ”واشنطن بوست” أنه إذا حدثت حرب شاملة، قد لا يتمكن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي من التصدي لهجمات مكثفة يتم فيها إطلاق مئات الصواريخ الصغيرة في نفس الوقت، خاصة أن إسرائيل استنفدت بالفعل الكثير من صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية أثناء الحرب في غزة.