معلومات جيولوجية عن “أنفاق حزب الله”: هل يمكن تفجيرها
كان لافتاً اليوم إصدار “حزب الله” مقطع فيديو مُصوّر يكشف عن منشأة “عماد 4″، وهي عبارة عن نفقٍ كبير ومتشعب يتضمنُ راجمات صواريخ دقيقة ومعدات عسكرية وأجهزة اتصالات.
النفق الذي جرى تصويره وتضمن شاحنات كبيرة، قد يكونُ واحداً من سلسلة الأنفاق التي حفرها الحزب، وفق ما يقول الخبراء.
مقابل كل ذلك، فإن الحديث عن هذه الأنفاق طرح تساؤلات عن مدى عمقها وأماكن انتشارها، فيما السؤال الأكثر طرحاً يرتبطُ بمدى وجود إمكانية لتفجيرها أو قصفها بواسطة الطائرات المُسيرة أو الحربية.
وفي السياق، يقولُ الخبير الجيولوجي طوني النمر عبر “لبنان24” إنَّ تأثير التفجيرات على الأنفاق العميقة يكون ضئيلاً باعتبار أنّ عمقها يلعب دوراً في حمايتها من أي تدمير.
ووفقاً للنمر، فإنه “في حال كان النفق محفوراً ضمن صخور قاسية وصلبة، فإن تأثره بأي ضربات أو قصف سيكون طفيفاً، وكل ذلك يرتبطُ بالعمق بشكلٍ أساسي”.
ad
وسبق أن ذكر خبراء في مركز “ألما” للدراسات الأمنية في إسرائيل أنّ حزب الله تمكن بمساعدة إيران وكوريا الشمالية منذ 18 عاماً، من تشييد أنفاق هجومية واستراتيجية كثيفة ومعقدة بشكل يفوق بكثير أنفاق “حركة حماس” في قطاع غزة.
وقال تال باري، رئيس قسم الأبحاث في معهد “ألما” الإسرائيلي إنّ هناك “مئات الكيلومترات من الأنفاق تم بناؤها تحت الأرض وذلك داخل الصخور الصلبة وضمن أعماق الأرض”.
وهذه الأنفاق، بحسب خبراء معهد “ألما” الإسرائيلي، مخفية ومموهة، ولا يمكن رؤيتها فوق الأرض، كما أنها تفتح لفترة قصيرة لغرض إطلاق النار على أن تُغلق بعد ذلك مباشرة لغرض تحميل القاذف الهيدروليكي بسلاح جديد.
كذلك، يقول باري إنه جرى تنفيذ البناء الفعلي لهذه الأنفاق من قبل “جمعية جهاد البناء التابعة لحزب الله“، وهي في الواقع فرع من منظمة جهاد البناء الإيرانية والتي تأسست عام 1988، بحسب “إسرائيل هيوم”.
ويلفت باري إلى أنّ “أنفاق حزب الله الاستراتيجية تحتوي على غرف قيادة وسيطرة تحت الأرض، ومستودعات ذخيرة وإمدادات، وعيادات ميدانية، وآبار مخصصة لإطلاق الصواريخ بكافة أنواعها (صواريخ، صواريخ أرض أرض، صواريخ مضادة للدبابات، مضادة للطائرات)”.
بدوره قال مرجعٌ عسكريّ إنّ المشاهد التي عرضها “حزب الله” تضمنت رسالة واضحة ومباشرة لإسرائيل، تضمّنت أوّلاً إستعراضاً للصواريخ التي يمتلكها “الحزب” والتي لا يستطيع الجيش الإسرائيلي الوصول إليها لأنّها تحت الأرض، وثانياً الترجمة بالعبريّة التي أُرفِقت عند عرض الفيديو، كيّ يفهم الإسرائيليّ جيّداً أكان مدنيّاً أو سياسيّاً أو عسكريّاً التهديد الذي يُشكّله “حزب الله” في حال وسّعت تل أبيب الحرب”.
وأشار المرجع العسكريّ” إلى أنّ توقيت عرض الفيديو مهمّ ولافت، في ظلّ زيادة التهديدات الإسرائيليّة بشنّ حربٍ على لبنان، وهو يُعتبر رسالة ردع وتحذير”.