“سلالة جديدة أشد فتكًا”… مخاوف من تكرار سيناريو كورونا
دقّت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر وأعلنت عن حالة طوارئ عالمية بسبب إنتشار فيروس جدري القرود بعد إزدياد عدد الإصابات به، الأمر الذي جعل منه مصدر للقلق لدى العديد من الأفراد خوفًا من أن يصبح وباء عالميًا، تمامًا كما حصل عندما إنتشر فيروس كورونا الجديد.
رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي، يؤكّد في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت، أن “المشكلة مع فيروس جدري القرود، هو أنه تم اكتشافه في الدنمارك في العام 1958عن طريق قرود تمّت تربيتها لأغراض البحث والتجربة، وفي العام 1970 أكتُشف للمرة الأولى لدى البشر وتحديدًا في جمهورية الكونغو، وهي أكثر منطقة تسجّل إصابات بحسب إحصاءات منطمة الصحة العالمية حاليًا”.
ويُشير إلى أنه “في الوقت الحالي الإصابات إرتفعت بشكل ملحوظ في المناطق المحيطة في الكونغو وسُجّل حوالي 550 وفاة من أصل 14 ألف إصابة، وهذه نسبة مرتفعة جدًا، وبالتالي نظرًا لإرتفاع نسبة الوفيات في هذا الفيروس تبيّن أنّ هناك سلالتين من جدري القرود سلالة a وسلالة b، والثانية هي الأكثر خطورة المنتشرة في أفريقيا، وخطورتها عالية بسبب عددالوفيات، وهذا ما تتخوّف منه منظمة الصحة العالمية، خصوصًا أن الوفيات تسجّل بين الأشخاص الذين لديهم أعراض نقص المناعة”.
وحول إمكانية إنتشار هذا الفيروس في لبنان؟ يُوضح عراجي، أن “وسائل النقل أصبحت سريعة وبشكل يومي، لهذا السبب من الممكن أن ينتقل جدري القرود من منطقة إلى أخرى بسهولة، لا سيما بعد إعلان السويد رصد أول حالة، لكن حتى هذه اللحظة لم يتم تسجيل أي إصابة في لبنان، وبالطبع منظمة الصحة العالمية أخذت الإجراءات اللازمة لكن لم تعطِ أي تعليمات بالنسبة إلى المطارات وغيرها، وهي عندما تلمس خطورة بتفشي هذا الفيروس سترفع درجة التأهب والإستعداد له وبالتالي الإجراءات التي إتخذتها الوزارة حتى الآن كافية، لذلك لا خوف من إنتشاره حاليًا في لبنان لكن بإستثناء اللبنانيين الذين يعيشون في أفريقيا عليهم أخذ أقصى درجات الوقاية والحذر”.
ويلفت إلى أن “هذا الفيروس يتطلب مراقبة دقيقة لمراحل إنتشاره حتى لا نقع في المحظور، خصوصًا أن منطمة الصحة العالمية عندما إنتشر فيروس كورونا تأخرت كثيرًا للإعلان حالة طوارئ عالمية، وحينها أعلنت أن هذا الفيروس يستوجب الإهتمام والإنتباه واليقظة ولم تعلن عنه أن وباء عالميًا”.
ويشرح أن “عوارض جدري القرود يمكن أن تنتقل عبر الإلتماس المباشر مع الطفح الجلدي والمفرزات التنفسية في أثناء المخالطة وجهاً لوجه، وأيضًا عن طريق الإتصال الجنسيـ ويعاني الأشخاص المصابين بهذا الفيروس من آلام العضلات وحرارة وتورم العقد اللمفاوية السعال وألم الحلق والغثيان إضافة إلى الطفح الجلدي الذي يكون مثيرًا للحكة ومؤلمًا ويتطور بسرعة إلى بثور مملوءة بالسوائل، وعادةً ما تبدأ هذه العوارض في غضون أسبوع، ولكن يمكن أن تبدأ بعد 1-21 يومًا من الإصابة”.
ويؤكّد الدكتور عراجي، أن “العلاج من فيروس جدري القرود يكون بحسب العوارض عبر مخفض الحرارة ومسكنات وبعض الأدوية المضادة للفيروسات، وهناك لقاح لعلاج الجدري المعروف، يمكننا إعطائه في بداية الإصابة”