3 أسباب تُأخّر رد حزب الله “الثأري” على اغتيال شكر
تؤكد باحثة في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب أن رد “حزب الله” قد تأجل، لكنه لم يلغَ، منوهةً لعدة عوامل خلف هذا التأجيل، محذرة من مفاجآت.
وترى الباحثة في الشؤون الإستراتيجية أورنا مزراحي، في مقال نشره موقع معهد دراسات الأمن القومي المذكور، أن ردّ حزب الله العسكري الأكيد على اغتيال فؤاد شكر يتأخر، لكن يجب ألا نستنتج من ذلك أن حزب الله سيمتنع عن القيام بهذه الخطوة العسكرية للرد، حسبما تواصل أبواقُ الحزب التأكيد.
مزراحي: المعضلة الأساسية التي يواجهها حزب الله هي اختيار خطوة تُعتبر كبيرة ورادعة من جهة، لكن من جهة ثانية، يمكن أن تستوعبها إسرائيل بصورة لا تؤدي إلى انزلاق وتصعيد وحرب واسعة النطاق
وحول أسباب الإرجاء، ترى مزراحي أن التأخير، بدايةً، ناجمٌ عن الحاجة إلى بلورة مخطط الرد وتوقيته سوية مع إيران، بينما المعضلة الأساسية التي يواجهها حزب الله هي اختيار خطوة تُعتبر كبيرة ورادعة من جهة، لكن من جهة ثانية، يمكن أن تستوعبها إسرائيل بصورة لا تؤدي إلى انزلاق وتصعيد وحرب واسعة النطاق.
وتتابع، “لاحقاً، أُضيفت الجهود الأمريكية المكثفة، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة مخطوفين بين إسرائيل وحماس، ومصلحة الحزب في عدم ظهوره كطرف يعرقل هذا المسعى، بالإضافة إلى أن التوصل إلى وقف إطلاق النار سيتيح له وقف هجماته على الشمال، حسبما يؤكد منذ أشهر طويلة”.
وتقول مزراحي إنه بالنسبة إلى حزب الله هناك حاجة جوهرية إلى الرد، ليس فقط بسبب الوعد الذي قطعه نصر الله خلال تشييع فؤاد شكر، بل في الأساس، من أجل ترميم صورة القوة للحزب ومحور إيران كلّه في ميزان الردع في مواجهة إسرائيل: في رأي نصر الله، سيأتي الرد على الاغتيال ضمن مسار منفصل عن حرب الاستنزاف المستمرة على الحدود، منذ 8 تشرين الأول 2023، والتي تهدف إلى دعم حماس في حربها في غزة.
وتعتبر الباحثة الإسرائيلية أنه ضمن هذا الإطار، في الأسبوعين اللذين تليا الاغتيال، واصل حزب الله هجماته اليومية في الشمال، وكان واضحاً تجنبه خرق هذه الهجمات للمخطط المعروف والثابت، الذي يتلاءم مع قواعد الاشتباك المعمول بها خلال العشرة أشهر الأخيرة، وذلك على الرغم من الأثمان الباهظة التي يتكبّدها جراء عمليات الجيش الإسرائيلي، مثل: تدمير البنى التحتية، خسارة ناشطين في الأسبوعين الأخيرين، منذ اغتيال شكر، خسر الحزب 25 عنصراً، تصاعُد الانتقادات الداخلية للحزب، واتهامه بأنه يجرّ لبنان إلى حرب لا يريدها، وتُلحق به ضرراً كبيراً، وضغط دولي على الحزب كي لا يرد. منوهة أنه في المقابل، تتصاعد حدة الحرب النفسية التي يشنها الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي إزاء الجيش الإسرائيلي (لردعه)، وإزاء الجمهور الإسرائيلي (لزرع اليأس والخوف) خصوصاً من خلال الكشف عن المنشأة الضخمة تحت الأرض والوسائل القتالية والعتاد المعد للاستخدام الفوري.
مزراحي: هناك حاجة جوهرية للرد، ليس فقط بسبب الوعد الذي قطعه نصر الله، بل في الأساس لترميم صورة القوة للحزب ومحور إيران كلّه
في الختام ترجّح مزراحي أن حزب الله لم يتخلّ عن الرد على الاغتيال، وهو مصرّ على المبادرة إلى خطوة تخرج عن عملياته السابقة، ويمكن أن تؤدي إلى تصعيد، لكن استمرار المساعي للتوصل إلى صفقة تبادُل مخطوفين، وتردد إيران في الرد، والتخوف من هجوم إسرائيلي واسع النطاق، يمكن أن يؤثر في طبيعة الرد، بحيث يكون مختلفاً عما خطط له الحزب منذ البداية، من حيث القوة والتوقيت. ومعنى ذلك، أنه بالنسبة إلى إسرائيل، يجب أن تظل يقِظة وجاهزة ومستعدة لاحتمال حدوث مفاجآت.