الانتظار يُقلق اللبنانيين ويزيد الأزمة تعقيدا
لا تزال القاهرة تشكّل حجر الرحى في الحراك الإقليمي والدولي الحاصل من أجل تذليل العقبات التي لا تزال تحول دون وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى والمعتقلين بين إسرائيل وحركة حماس.
وتظهر مداولات القاهرة أن الإدارة الأميركية لم تُسلّم بتعثّر محاولاتها، بل هي مستمرة عبر مشاركة مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، إلى جانب وفد إسرائيلي. وتأتي مشاركة بيرنز بعد فشل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلنكن في تحقيق الإنفراج المأمول أميركيا نتيجة الأفخاخ والعقبات المنصوبة في وجهه، وتُعدّ مؤشرا إلى أن المباحثات وصلت إلى مرحلة تحتاج فيها إلى جهد استخباراتي أكثر من حاجتها إلى مجهود ديبلوماسي، لا سيما أن مسألة معبر صلاح الدين أو فيلادلفيا تشكّل عقدة رئيسية، ويتطلّب حلها مزيجا من السياسة والأمن.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قد تحدّث أمس عن تحقيق تقدم في المحادثات التي تستضيفها القاهرة، مكتفيا بأن البحث انتقل الآن إلى مرحلة التنفيذ.
ليست المرة الأولى التي تشيّع الإدارة الأميركية مناخا إيجابيا تحصّن به مبادرة الرئيس جو بايدن، لكنه غالبا ما يصطدم بعوائق تنصبها تل أبيب ومطالب يصعب تحقّقها تطرحها حركة حماس على بساط البحث.
يزيد هذا الواقع من مساحة الانتظار اللبناني وينعكس على اللبنانيين مزيدا من القلق واللايقين نتيجة غياب الرؤية الواضحة للآتي من الأيام واستمرار الفراغ الرئاسي وتأثيراته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
ولا يجد هؤلاء سوى مزيد من القلق، في انتظار مآل رد حزب الله على اغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر، وكذلك حرب المساندة والاستنزاف الواقعة عند الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، مع أفق سياسي مقفل وأزمة اقتصادية مقلقة تزداد حدّة.