الحزب يحقق المطلوب ويحتفظ بالمفاجآت.. وفخ العماد ٢٠٠٦ أعاده الفؤاد في العام ٢٠٢٤
عيسى طفيلي
أسدل الستار اليوم، على رد حزب الله، بعد قرابة الشهر من التحضير والتجهيز والدراسة لطبيعة الرد وعمقه وحجمه، اذ استطاع الحزب ان يعدل ميزان الردع من جديد، ويجعل تل أبيب تحت مرمى نيرانه، كأي مستوطنة حدودية يستهدفها يوميا منذ بدء جبهة الإسناد في الثامن من أكتوبر.
كان العدو الإسرائيلي ينتظر هجوما صاروخيا من العيار الثقيل، الا ان الحزب لم يحقق مراد عدوه، وظل محتفظا بأسراره الصاروخية، بالتوازي مع تحقيق هدف الرد عبر مسيرات من انواع جديدة، عجزت قبب ومقالع العدو الجوية على اعتراضها او اكتشافها، ليهز الحزب الكيان دون الاقتراب من اي صاروخ دقيق او بالستي او ما شابه، وهذا يعتبر انتصارا عسكريا كبيرا، فجعل تل أبيب تحت دائرة النيران دون الاقتراب من الثقل الصاروخي، يضع الكيان وحكومته في مأزق امني وعسكري لا مثيل له.
وبالتوازي مع عملية يوم الأربعين، أعاد الحزام الناري الذي نفذه العدو الاسرائيلي فجر اليوم، ذكريات حرب تموز، فما فعله الشهيد عماد مغنية في بداية حرب ٢٠٠٦، بوضع اهداف صاروخية وهمية للعدو، اعاد الشهيد فؤاد شكر فعله، فالحزام الناري الذي نفذه العدو اليوم في الجنوب، كان يستهدف الصواريخ الدقيقة والبالستية، لكن براعة السيد محسن، هزمتهم حتى في رحيله، اذ كان قد اوهمهم ببنك اهداف، كان قد أخلاه مؤخرا قبل استشهاده، ليقع العدو بين فخ عماد مغنية في العام ٢٠٠٦ وفخ فؤاد شكر في العام ٢٠٢٤، دون تحقيق اي من الاهداف المنشودة التي نفذه الحزام الناري لأجلها.
بمعزل عن الضربة والحزام، استطاع حزب الله ان يثبت للعدو الاسرائيلي في جبهة محدودة على مدار ١١ شهرا، بأقل كلفة مادية، فلا يوجد اي توازن بين كلفة الغارات والصواريخ التي يستعملها العدو، وكلفة صواريخ الكاتيوشا والمسيرات الخفيفة والمتوسطة، ورغم كل ما يفعله العدو، لا زال حزب الله محتفظا بالمفاجآت والصواريخ التي كان قد اعدها لحرب كبرى، وحقق الردع المطلوب بالعقل والتكتيك.