“الشيخة” وتفاصيل جديدة .. السر الذي أنهى حياة شربل حدشيتي
“الشيخة” وتفاصيل جديدة .. السر الذي أنهى حياة شربل حدشيتي
في لبنان، حيث تلتقي الأحلام والواقع على مفترق طرق حادة، تنفجر الأزمات في لحظات غير متوقعة، تاركة خلفها أسئلة لا تنتهي وأسرارًا دفينة. من دير الأحمر إلى بشامون، تتكشف قصة مأساوية لعلاقة صداقة تحولت إلى خيانة دامية، حيث يغرق المجتمع في غمرات الصدمة والحزن بعد قتل الشاب الطيب شربل رامز حدشيتي. هذه القصة، التي تجمع بين الحب والخيانة والجرائم المروعة، تكشف عن تفاصيل درامية تُعَرِّف وتُعَبر عن حقيقة إنسانية صادمة.
ففي يومٍ قاتم، تلاطمت أمواج الصداقة والخيانة في قصة مأساوية تخللها الحب والغدر. شربل رامز حدشيتي، الشاب البالغ من العمر ثلاثين عامًا، كان يعيش حياة هادئة نسبيًا في الحدت بعد انتقاله من دير الأحمر، ووفقًا لمصادر خاصة لجريدة “الديار” كانت علاقته بخطيبته مارو، الفتاة النبيلة التي تعمل في الجيش اللبناني، محل احترام وتقدير.
وبعد تركه للجيش اللبناني، بدأ شربل العمل كمدرب رياضي في ناد محلي وشركة أمن. لكن مصيره أخذ منحىً دراماتيكيًا عندما التقى ببشارعماد، الشاب من حاصبيا، الذي كان يعمل في شركة أمن. فتطورت العلاقة بين شربل وبشار إلى صداقة قوية، حيث كان بشار يتردد على منزل شربل ويتشارك معه لحظات عديدة.
لكن الأمور بدأت تتغير عندما قرر شربل أن يبتعد عن مجال الأمن بسبب الإرهاق، وتدريجياً نشأت توترات غير متوقعة. فقد تعرف شربل وبشار على هاني عبر تطبيق التيكتوك، حيث التقى الثلاثة بفتاة درزية تدعى “الشيخة”. رغم أن الشيخة كانت صديقة مقربة لشربل وهاني، فقد تطورت علاقة رومانسية بين بشار والشيخة، مما زاد من حدة الغيرة والتوتر بين الأطراف.
وبحسب المصادر، بدأ بشار يشعر بالغيرة من العلاقة القوية بين شربل وهاني والشيخة. بعد عودته من تركيا حيث كان قد سافر للعمل، قرر بشار أن يتخذ خطوات مدمرة. في وقت الظهيرة، اتصل بشار بشربل، مدعيًا أنه يشتاق إليه ويريد أن يلتقي به في بشامون. وعندما رفض شربل الذهاب بسبب تأخر الوقت، أرسل له بشار سيارة لتقله.
وفي تمام الساعة 12:50 ظهرًا، نزل شربل من منزله وركب السيارة برفقة شابين متوجهًا إلى بشامون. وفي الساعة 2:50 ظهرًا، استخدم بشار سلاح بومب أكشن حربي لقتل شربل داخل السيارة، حيث أطلق النار عليه من مسافة صفر ثم رمى جثته على الطريق. وانتشرت صور جثة شربل بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار صدمة كبيرة بين الناس.
وبعد ارتكابه الجريمة، حاول بشار إخفاء آثار جريمته من خلال الاتصال بهاني وطلب المساعدة بحجة أنه عالق من دون بنزين. لكن هاني، الذي شاهد صور شربل على الإنترنت، أدرك نوايا بشار الحقيقية ورفض الاستجابة.
وفي بيان مؤثر للعائلة، عبّر والد شربل، رامز حدشيتي، عن حزنهم العميق وشكرهم للأصدقاء والجيران على دعمهم في هذه اللحظات الصعبة. قال رامز: “لقد فقدنا شربل، وهو شاب طيب القلب كان يحب الحياة ويعتز بأصدقائه وعائلته. كانت خسارته صدمة لنا جميعًا، ونحن نطلب من القضاء أن يحقق العدالة لشربل وينصفه”.
وفي نفس الوقت، أصدرت عائلة بشار بيانًا أكدت فيه أن بشار قد ارتكب جريمة نكراء دون أي مبرر يذكر. وقالت العائلة: “نحن في صدمة شديدة مما فعله بشار. نحن ندين بأشد العبارات هذا العمل البشع ونعتذر من عائلة شربل وكل من تأثر بهذا الحادث. لم نكن نتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد، ونحن نؤكد أننا سنتعاون بشكل كامل مع السلطات لتحقيق العدالة. ونطلب من الجميع احترام مشاعر العائلة وخصوصيتها في هذه الأوقات الصعبة”.
ومن جهته، أعرب رئيس بلدية القدام دير الأحمر، ايلي حدشيتي، عن صدمته من الحادثة، وقال في بيان رسمي: “هذه الجريمة هي صدمة كبيرة للمجتمع المحلي. شربل كان مثالاً للشاب المثالي، وكان محبوبًا من قبل الجميع. نحن ندعو السلطات إلى إجراء تحقيق شامل ومحاسبة الجناة وفقًا للقانون. ستبقى ذكرى شربل حية في قلوبنا، وسنظل نتذكره كمثال للأخلاق والتفاني”.
كما أن الأحداث لم تنتهِ بعد، فإن التحقيقات تفتح أبوابًا جديدة لكشف خفايا وأسرار قد تكون أكثر تعقيدًا مما يبدو. وقد أفادت مصادر مقربة من عائلة شربل حدشيتي لجريدة الديار أن هناك “قطبة مخفية” لم تُكشف بعد، والتي قد تكون ذات تأثير كبير على مجرى القضية. هذه المعلومات الغامضة تثير تساؤلات إضافية حول الدوافع والخلفيات الحقيقية للجرائم، مما يترك المجتمع في حالة ترقب وقلق. مع استمرار التحقيقات، فإن الأمل يظل في أن تسلط الضوء على كل جوانب هذه القضية المعقدة، وتحقيق العدالة لشربل وعائلته.
أمل سيف الدين- الديار