اخترقها “الهدهد” وأمطرها حزب الله بالصواريخ.. ما أهمية قاعدة “رامات ديفيد
قاعدة رامات ديفيد الجوية هي إحدى أبرز القواعد العسكرية الإسرائيلية، وقد تأسست سنة 1942 على يد بريطانيا خلال فترة الانتداب على فلسطين. تقع القاعدة في منطقة سهل مرج بن عامر (المعروف أيضًا بسهل زرعين) شمال إسرائيل، وتعدّ من أهم وأكبر القواعد الجوية التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في العمليات العسكرية، نظرًا لموقعها الاستراتيجي القريب من الحدود اللبنانية والسورية، ما يجعلها محطة أساسية في العمليات الدفاعية والهجومية على الجبهات الشمالية.
منذ تأسيسها، شاركت القاعدة في كل الحروب الكبرى التي خاضتها إسرائيل. لعبت دورًا حاسمًا في حرب الـ 67، حيث انطلقت منها الطائرات التي شاركت في الضربات الجوية الواسعة التي أدت إلى تدمير سلاح الجو المصري والسوري في بداية الحرب. كما شاركت القاعدة بشكل فعال في حرب تشرين الأول 1973 (حرب أكتوبر) التي شهدت مواجهات ضارية بين إسرائيل والدول العربية، حيث استُخدمت الطائرات المتمركزة فيها لضرب مواقع مصرية وسورية.
وفي الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، كانت قاعدة رامات ديفيد نقطة انطلاق رئيسية للغارات الجوية على مواقع المقاومة الفلسطينية واللبنانية، واستمر هذا الدور في حرب تموز 2006 ضد حزب الله. كما كانت القاعدة مركزًا للعمليات الجوية خلال الحروب المتكررة على قطاع غزة.
التجهيزات العسكرية والبنية التحتية:
القاعدة تضم مجموعة متنوعة من الطائرات الحربية الحديثة، بما في ذلك طائرات إف-16 وإف-15، والتي تستخدم في العمليات الهجومية والدفاعية. إضافةً إلى ذلك، تحتوي القاعدة على مروحيات هجومية تستخدم في مهمات الاستطلاع والمراقبة والإنزال الجوي. تتمتع القاعدة ببنية تحتية متطورة، حيث تضم ثلاثة مدرجات رئيسية للإقلاع والهبوط، فضلًا عن حظائر للطائرات تحت الأرض لحمايتها من الهجمات الصاروخية.
أنظمة الدفاع الجوي:
إلى جانب الطائرات، تمتلك قاعدة رامات ديفيد منظومات دفاع جوي متطورة، من بينها منظومة القبة الحديدية التي تشتهر بقدرتها على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى. كما تتوفر على منظومة “باتريوت” الأميركية الصنع، التي تتمتع بقدرات عالية لاعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المعادية. هذه الأنظمة الدفاعية تجعل القاعدة محصنة بشكل جيد ضد الهجمات الجوية والصاروخية.
الاختراق الجوي في تموز 2024:
في تموز 2024، شهدت قاعدة رامات ديفيد حدثًا غير مسبوق، تمثل في اختراق طائرة مسيّرة من طراز “الهدهد” الإيرانية الصنع، التي يمتلكها حزب الله اللبناني، لأنظمة الدفاع الجوي الخاصة بالقاعدة. تمكنت الطائرة المسيّرة من تجاوز كل التدابير الأمنية والدفاعية، ووصلت إلى عمق القاعدة، حيث قامت بتصوير البنية التحتية العسكرية بشكل واضح. تضمن التسجيل المصوّر صورًا تفصيلية لمخازن وقود الطائرات، منصات إطلاق الصواريخ، والمقاتلات الحربية والمروحيات الهجومية المتمركزة في القاعدة.
هذا الاختراق، الذي تم توثيقه في مشاهد بثها الإعلام الحربي التابع لحزب الله، شكل صدمة للقيادة العسكرية الإسرائيلية، حيث أظهر ضعفًا في أنظمة الدفاع الجوي التي كانت تعتبرها إسرائيل غير قابلة للاختراق. أظهرت الصور أيضًا تفاصيل دقيقة حول البنية التحتية العسكرية للقاعدة، بما في ذلك مواقع حظائر الطائرات ومستودعات الذخيرة، الأمر الذي أضاف بُعدًا استراتيجيًا خطيرًا لهذا الحدث.
أهمية القاعدة:
بفضل موقعها الاستراتيجي، تعتبر قاعدة رامات ديفيد محورًا أساسيًا للعمليات الجوية الإسرائيلية في الشمال، فهي القاعدة الجوية الأكبر في هذه المنطقة وتلعب دورًا حيويًا في تأمين حدود إسرائيل مع لبنان وسوريا، إلى جانب مراقبة التحركات العسكرية في الضفة الغربية. وتشمل مهامها عمليات الرصد والاستطلاع، الاعتراض الجوي، وتنفيذ الضربات الجوية.