صمت كبير… خلاف في الرأي حول موعد ومكان تشييع نصر الله
“ليبانون ديبايت”
رغم مرور عدة أيام على اغتيال الأمين العام لحزب الله والإعلان عن استشهاده، فإن حزب الله لم يعلن حتى اللحظة عن موعد التشييع أو المراسم الخاصة به. فهل ينتظر الحزب تعيين أمين عام جديد للإعلان عن مراسم التشييع ومكانها، أم أنه ينتظر انتهاء الحرب لإقامة مراسم تليق بالسيد نصر الله؟
وفي هذا السياق، يلفت الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم في حديث إلى “ليبانون ديبايت” إلى أنه “وفق معلوماته، هناك اختلاف في الرأي داخل الحزب. فهناك رأي يقول بأنه سيدفن في النجف، ورأي آخر يرفض ذلك، لا سيما أنه أيقونة المقاومة في لبنان، ويريد دفنه في لبنان وإقامة مهرجان ضخم”.
لكن هذا الأمر لم يحصل عند اغتيال الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي، حيث يذكر أنه بعد 36 ساعة من اغتيال الموسوي، تمت تسمية السيد نصر الله، وحتى قبل الدفن. لكن الظروف في ذلك الوقت كانت تختلف، فكانت المقاومة في حالة صمود على عكس اليوم، حيث المقاومة اليوم منهكة ومرهقة بعد عام من القتال. ولم يكن الوجع ذاته حينها، فتجربة الموسوي كانت سريعة وعاجلة على عكس تجربة السيد نصر الله، الذي استمر أميناً عاماً ما يقارب 32 عاماً، ومثّل تجربة سياسية رائدة وذلك باعتراف الجميع، وأسس شعبية للحزب. فالحزب قبل نصر الله شيء ومعه شيء آخر.
لذلك، يرى بيرم أن هناك “صعوبة في إيجاد من يخلف هذا الرجل، فمن الصعب تعويضه وملء مكانه”. ويعتقد أن “من سيخلفه يعلم جيداً أن المهمات صعبة وشاقة جداً، لا سيما أن الحزب فقد الكثير من القوة والهيبة في الفترة الأخيرة. لذا، فإن مهمة الأمين العام الجديد ستكون شاقة جداً للحيلولة دون إخراج الحزب من أي معادلة قوة وردع، فهذا تحدٍ كبير يواجه الحزب اليوم قبل مسألة استمرار القتال”.
ولكن بيرم يشير إلى أنه “هناك تهيب على إعتبار أن ما حصل ليس بالسهل والوضع صعب ومعقد، وعام 1992 عندما تسلم السيد نصرالله كان الحزب في حالة صعود ويلعب دورا وطنياً جديداً كما أنه كان “شابا” لم يتجاوز عمره الـ 10 سنوات أما اليوم فالوضع مختلف، بالتالي الدور الكبير لأن الحزب منذ الربيع العربي نزف كثيراً وتعب ، واليوم حصل ما حصل ليزيد من تعبه ، فهومنهك ومتعب”.
ويعتبر بيرم أن “الإسرائيلي لعب لعبة قطع الرأس وجز الأطراف، فهو عمل على تطيير القائد العام وحتى أغلبية الاركان السياسية والعسكرية قام بتطييرها أيضا ، لذا المهمة صعبة للغاية لكل من يخلف، ومن هنا هذا التأخير حيث هناك صعوبة في ملء المنصب”.