الجامعات الخاصة في “لالا لاند”: نريد استئناف التدريس
كما المدارس الخاصة، تضغط الجامعات الخاصة على وزير التربية، عباس الحلبي، لتستأنف عامها الدراسي وفق سيناريوات وضعتها لذلك، وأبدت استعدادها لتطبيقها اعتباراً من بداية هذا الأسبوع، ومنها أن تعتمد التعليم «أونلاين» للمقررات والحضوري للامتحانات والمختبرات. وبعدما التزمت الإدارات الجامعية بتمنّيات الوزير بعدم العودة إلى الصفوف هذا الأسبوع، تترقب قرارات سريعة تصدر في نهايته، بحجة أن الوقت داهم ولدى هذه الجامعات فصل صيفي، وكأن البلد في أحسن حالاته. المسؤولية اليوم تقع على عاتق الوزير لاتخاذ القرارات السليمة، ولا سيما أن طلاب جامعات «عريقة» نزحوا إلى أماكن تفتقر إلى كل مقومات التعليم عن بعد من إنترنت وكهرباء وغيرهما، إضافة إلى أن بعض هؤلاء تطوعوا في المدارس ومراكز الإيواء لمساعدة العائلات المهجّرة. وثمة من سأل: إذا كانت الأوضاع مؤاتية فعلاً للتعليم في ما يسمّى «الأماكن الآمنة»، فلماذا يطرح التعليم عن بعد وليس التعليم الحضوري في هذه الحالة؟ في المقابل، لم تفتح الجامعات أبوابها للنازحين، ما عدا بعض كليات الجامعة اللبنانية وعدد من مباني الجامعة اللبنانية الدولية، والجامعة اليسوعية، بحدود بسيطة، إذ استقبلت بعض أهالي طلابها.
«لا يوجد لبنانان»، هذا ما قاله رئيس لجنة التربية النيابية، رئيس الجامعة اللبنانية الدولية، حسن مراد، «فكل لبنان تحوّل إلى خلية طوارئ وليس بإمكان أيٍّ من الجامعات أن تفتح أبوابها في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد والتي تحتاج إلى تكاتف جميع أبنائه»، داعياً الإدارات إلى التروي والهدوء والوقوف خلف وزارة التربية في خطتها التي تضعها أسبوعاً بعد آخر. وأشار إلى أن التعليم «أونلاين» غير قابل للتطبيق وسط هذا «التهجير»، كما أنه يخلق تمييزاً بين طلاب يتعلمون وآخرون لا يتعلمون، عدا عن أنه غير مقونن أيضاً. وبرأي مراد، تستطيع الجامعات ببساطة أن تتحمل أعباء بضعة أشهر من أرباحها السابقة وأقساطها الخيالية.
الجامعة اليسوعية تدرس، بحسب رئيسها سليم دكاش، أوضاع طلابها لتبني على الشيء مقتضاه ولتطلق مبادرات إنسانية واجتماعية، وهي تترقب أن يصدر قرار عن الوزير نهار السبت المقبل، ولا سيما أن الأخير صرح في حديث تلفزيوني بأن «هناك توجهاً لاعتماد ما يسمّى التعليم المدمج، أي أن المناطق القادرة على فتح مدارسها وجامعاتها يكون التعليم فيها حضوريّاً، والجزء الآخر من المدارس والجامعات غير القادرة يكون التعليم فيها عن بُعد»، علماً أن الحلبي قال في التصريح نفسه إن من السابق لأوانه اتخاذ القرار لأن العمليات الحربية تتوسع، وهو ما أكده لـ«الأخبار» أيضاً المكتب الإعلامي للوزير.
«تنتظر الجامعات إذن المباشرة بالتدريس من الوزير، وهي جاهزة لكل السيناريوات»، كما قال نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة أنطوان فرحات، مشيراً إلى أن التجربة السابقة للتعليم عن بعد أظهرت استحالة إجراء الامتحانات والأعمال المخبرية «أونلاين». ومن جهة أخرى، نفى فرحات أن يكون قد طلب من الجامعة إيواء النازحين، وإن كان ذلك ضمن السيناريوات المطروحة.
جاهزية الجامعة لكل أشكال التعليم لا تعني أن التحوّل «أونلاين سيكون قراراً سهلاً، بحسب المكتب الإعلامي في الجامعة اللبنانية – الأميركية، نظراً إلى الوضع النفسي الذي يعيشه الأساتذة والطلاب، لافتاً إلى أنه ليس هناك أيّ قرار في الجامعة حتى اليوم في ما يخصّ استئناف الدروس. وبالنسبة إلى الأمين العام للجامعة الأنطونية زياد معتوق، «الجوّ ضبابي والتخطيط صعب، والوزارة هي التي تقود هذه العملية والقرار في ملعبها».
أما الجامعة اللبنانية فهي مقفلة ،وتدرس، بحسب رئيسها بسام بدران، الخيارات المتاحة لبدء عام دراسي جديد، علماً أن «من المبكر الحديث عن وقت داهم، فالجامعة تبدأ عامها عادة في منتصف تشرين الأول، وقد تتأخر حتى الأول من تشرين الثاني وليس لديها فصل صيفي»، مؤكداً أن التعليم عن بعد «غير وارد في الظرف الحالي، وقد يطرح في وقت متأخر إذا استنفدنا كل الوسائل». ولفت الى أن «الجامعة فتحت كلياتها الإنسانية والاجتماعية في أكثر من منطقة للنازحين، وتريّثت بفتح الكليات العلمية نظراً إلى وجود مواد خطرة في المختبرات».
فاتن الحاج – الاخبار