“لبنان يتفوّق على غزة خرابًا ودمارًا”… العريضي: البلد ذاهب إلى ما لا يحمد عقباه
“ليبانون ديبايت”
أكّد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي أن “لبنان دخل مرحلة الجحيم، وإليه سر حيث سنتوقع تطورات دراماتيكية برا وبحرا وجوا، والبلد يعيش لحظات قاسية غير مسبوقة في تاريخه. هذا ما توقعناه في الماضي، وما يمكن أن يحصل لاحقًا قد يفوقه بكثير مما جرى في مرحلة أو حقبة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، قال العريضي: “إسرائيل، هذه الدولة العدوة المجرمة، تسعى لتحويل البلد إلى أرض محروقة”، سائلاً: “أين رجال الدولة في لبنان؟ أين رجالات الدولة في العالم، ولا سيما في أوروبا وتحديدًا فرنسا وسواها؟”.
وتابع سائلاً: “هل يعقل أن لبنان يحترق ويجتمع ثلاثة في عين التينة من أجل الوصول إلى رئيس توافقي، وليس هناك أي شخصية سياسية في لبنان من الذين يسعون لانتخاب الرئيس هم توافقيون؟ بل كّلهم دخلوا في الحروب وإفلاس البلد، إضافة إلى أنهم غير موثوقين لدى الناس، والذي يريدهم “يصطفل”.
وقال: “كان عليهم بالأحرى أن يكون اللقاء في عين التينة وطنيًا جامعًا قبل أن نذهب إلى بكركي وإلى معراب، فالكلام الذي صدر بعد هذه الزيارات “إنشائي” بامتياز ولبنان تحول إلى ملعب كرة قدم، لا بل سيتفوق على غزة خرابًا ودمارًا”.
وأردف: “كان الأجدى بهؤلاء أن يرفعوا الصوت عاليا، ويجتمع مجلس النواب، ويكون هناك قراراً وطنياً جامعاً وشجاعة من الجميع لوقف الحرب، وعندها لم يعد ينفع الندم”.
وأكد أنه “لن ينتخب رئيس الجمهورية في لبنان إلا بتسوية دولية وتوافق إقليمي، ولكن أسأل: هل الظروف مؤاتية دوليًا وإقليميًا لانتخاب الرئيس؟ أقول خلافًا لكل هؤلاء العباقرة الذين يجتمعون هنا وهناك ويرسلون موفادين وبسماتهم صفراء، فيما المطلوب فورًا هو وقف إطلاق النار وإمكانية الوصول إلى هذا الخيار عبر وقفة وطنية شاملة، لأن حالة الانقسام رغم الالتفاف ودعم النازحين لا تزال موجودة”.
واعتبر أنه “طالما أميركا لا تزال تدعم إسرائيل بشكل غير مسبوق، فالحرب مستمرة، وطالما واشنطن لم تتبنَّ حتى الساعة انتخاب الرئيس، فلا رئيس. فلماذا تضييع الوقت وهذه المهازل على حساب الدمار والخراب والشهداء والجرحى وما تبقى لنا من بلد؟”.
وشدد على أن “الرئيس سينتخب بعد وقف إطلاق النار عبر تسوية دولية تنسحب على الرئاسة، حيث هناك أسماء عرضت، فلا يزال قائد الجيش مطروحًا عبر انتشاره في الجنوب، لكن لا يعني ذلك تغييب أسماء مطروحة بقوة أيضًا، كمدير عام الأمن العام اللواء إلياس البيسري الذي يقوم بدور كبير، وصولًا إلى أنه في الساعات الماضية طرح اسم لأول مرة للتداول وهو في حوزة المعنيين”.
واستكمل: “أعود وأؤكد الأولوية لوقف الحرب ودعم النازحين، والجولة التي قام بها رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر كانت مهمة، عندما قال نحن نعمل ما في وسعنا، لكن هذا الحجم الكبير من الخراب والدمار والنزوح بحاجة إلى دعم ومساعدة كبيرة ليس بقدرة مجلس الجنوب على القيام بها، وإن كان لم يتخلَّ عن أهله”.
وختم العريضي بالقول: “نحن أمام أزمات كبيرة ومتراكمة، لا بل إن البلد ذاهب إلى ما لا يحمد عقباه إذا سارت الأمور على ما هي عليه، حيث القرار المتخذ ليس إسرائيليًا فحسب، بل أميركياً للقضاء على البنية التحتية لحزب الله عسكريًا وشعبيًا وقياديًا، ولكن الحزب يواجه برا ويقصف العمق الإسرائيلي، فانتظروا ما هو قادم، والله يحمي البلد”.