“مَن فتح جبهة لبنان فشل في حماية شعبه
فرضت المواجهة المباشرة ومن دون أي ضوابط بعد سقوط قواعد الإشتباك بين “حزب الله” وإسرائيل على امتداد الأراضي اللبنانية، قراءةً جديدة لشكل الحرب التي تدرّجت من المناوشات في تشرين الأول الماضي إلى حرب شاملة تعكس شكل وطبيعة النزاع في المنطقة بين إسرائيل وإيران، التي انتقلت من الشكل غير المباشر إلى الهجوم المباشر بالصواريخ في جولتين، الأولى في نيسان الماضي والثانية منذ أيام، إنما من دون أن تكون هناك أي مؤشرات على جولة ثالثة، في ظل الموقف الإيراني الأخير الذي أبقى مجدداً أي تطور على هذا الصعيد، مجرد احتمال وليس أكثر، بعدما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، ومن بيروت، أن بلاده “لا تعتزم الإستمرار في الهجمات ما لم ترغب إسرائيل في مواصلة اعتداءاتها”، توازياً مع ربط مصير الحرب من لبنان مع الحرب في غزة.
ومن شأن هذه المواقف طرح علامة استفهام حول القادم من الأيام على مستوى الحرب الإسرائيلية على لبنان وعلى “حزب الله”، لجهة ما إذا كانت الساحة اللبنانية قد تحوّلت إلى ساحة مفتوحة للصراع بين إسرائيل وإيران، وهي مرشحة بالتالي لأن تشهد استمراراً لجولات من العنف الإسرائيلي “المفرط”.
ولم تصبح الساحة اللبنانية ساحةً مفتوحة للصراع المباشر بين إيران وإسرائيل اعتباراً من الحرب الحالية منذ عملية “طوفان الأقصى” وإعلان حرب الإسناد والإلهاء من جنوب لبنان، إذ يجد رئيس مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي، أن لبنان بات ساحة صراع من جديد، منذ اللحظة التي قرّر فيها “حزب الله”، فتح جبهة الجنوب لمساندة غزة، تحت شعار وحدة ساحات محور الممانعة.
ويكشف قهوجي، أن إيران هي المسؤولة عن موقف الحزب، ولما أخطأت حساباتها وتصاعد الوضع وبات لبنان ساحة الحرب الأساسية، وجدت نفسها مضطرةً لدخول المعركة، وقد تصبح هي جزءاً من ساحة المواجهة الإقليمية خلال الأيام المقبلة.
فلبنان في “وضع صعب جداً”، يضيف قهوجي، معتبراً أن البلد يجد نفسه اليوم، في حربٍ شرسة ووحشية يتعرض فيها لضربات قوية قد تستمر لعدة أشهر.
ويتحدث قهوجي عن “الطرف الذي فتح الجبهة من لبنان”، مشيراً إلى أنه “لا يقدّم شيئاً ليساعد مَن تهجروا وتضرّروا من هذه الحرب، وأكثر من ذلك لم يستطع أن يحمي لبنان وشعبه كما وعد”.