مرشّح مدعو للإنسحاب من السباق الرئاسي
“ليبانون ديبايت”
إذا كان الملف الرئاسي قد بات راهناً بعهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري، نتيجة تركيز “حزب الله” على الجبهة الجنوبية المفتوحة لإسناد غزة، فإن كل ما يدور على الساحة السياسية بالنسبة للإستحقاق الرئاسي اليوم، وفيما العدوان الإسرائيلي يشتدّ على لبنان، لم يصل بعد إلى حدود إحداث تحولٍ جذري في مسار هذا الإستحقاق، وذلك بصرف النظر عن “إعلانات النوايا” التي صدرت تباعاً من كل القوى السياسية والكتل النيابية المعنيّة.
ومع استمرار العدوان وتصاعد وتيرته، تسلك مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، طريقها نحو النقاش ولكن من دون أي مؤشرات فعلية على حظوظ أو فرص نجاحها. وفي قراءته لما بات يُعرف بمبادرة رئيس المجلس الرئاسية، يلاحظ الكاتب السياسي والمحلل علي حماده، أنه ليست هناك من فرصة للمبادرة، مؤكداً لـ”ليبانون ديبايت”، أنه في الأصل “لا توجد مبادرة، فالرئيس بري لم يتقدم بمبادرة، بل تقدم ببعض الكلام الذي نُقل عن لسانه عبر بعض أشخاص ثالثين وبعض التسريبات”.
ورداً على سؤال حول الحراك الرئاسي الجاري، يشدد المحلل حماده، على أنه “ليس هناك من مبادرة، لأنه وحتى الآن، فإن الرئيس بري ليس جدياً في ما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية، ذلك أن شرط حصول الإنتخابات الرئاسية بشكلٍ أساسي وبالدرجة الأولى، هو فتح مجلس النواب دون قيد أو شرط ومن دون مناقشة، على أن تكون هذه العملية، عبر فتح البرلمان بجلسة واحدة ودورات متتالية ولو دامت هذه الدورات عاماً كاملاً إلى أن يُنتخب رئيس للجمهورية”.
ويتحدث حماده عن خطوة ثانية ضرورية في هذا الإطار وهي شديدة الأهمية، ولم ينتبه إليها القادة الثلاثة الذين التقوا عند الرئيس بري، وهم إضافةً إليه، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والزعيم وليد جنبلاط، وهي أن “انتخاب رئيسٍ للجمهورية مرشّح من “حزب الله”، لم يمرّ طوال العام الماضي، وبالتأكيد لن يمرّ اليوم بعد التطورات الأخيرة التي تضغط على الساحة اللبنانية”.
وبالتالي، يعتبر حماده، أن مرشّح الثنائي الشيعي الرئاسي، هو مدعوّ اليوم للإنسحاب من السباق الرئاسي، لأنه “لا يحظى بأي دعم من الحاضنة المسيحية، إضافةً إلى أن مواصفاته لم تعد قابلة للترجمة السياسية للمرحلة المقبلة”.