نوايا خبيثة من إستهداف اليونيفيل… ودعوة لقيادة الجيش
نوايا خبيثة من إستهداف اليونيفيل… ودعوة لقيادة الجيش
تلوح في أفق المعارك الضارية التي يخوضها العدو الإسرائيلي على الجنوب اللبناني بوادر نوايا خبيثة يعمل على تحقيقها من إستهداف قوات اليونيفل بما يدفع إلى سحبها من الجنوب وبالتالي احتلال مواقعها للسيطرة التامة في حالة الإجتياح البري، ولا يختلف ذلك عن استهدافه للجيش اللبناني أيضًا لسحبه من مناطق النزاع في الجنوب.
ووفق هذا الإطار، يرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن الدكتور هشام جابر، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنه “لم يعد عند الإسرائيلي أي خطوط حمراء، وما استهداف اليونيفيل اليوم إلا ترجمة لرفض هذا العدو لقوات حفظ السلام في الجنوب لا سيما بعد محاولته تعديل مهام هذه القوات خلال التجديد لها في مجلس الامن، وقد تصدى لبنان لهذه المحاولات وأفشلها”.
ويؤكد أنها “تسعى اليوم مع حليفتها أميركا للفرض على لبنان القبول بإخراج اليونيفيل، والإستعاضة عنها بقوات متعددة الجنسيات”.
ويعتبر أن “اليونيفيل بخطر وجودي في لبنان لأن الدول المشاركة بهذه القوة في الجنوب عندما يصاب أحد من أفرادها، فإنها ستطالب بإنسحاب قواتها من هنا فهي غير ملزمة بالبقاء ابداً، ومن هنا تتقصد غسرائيل استهداف هذه القوات لتدفع بالدول المشاركة فيها بسحبها من لبنان وتنفيذ مخططها التوسعي في الجنوب”.
أما فيما يتعلق بالجيش اللبناني، فينبّه إلى أنه “جيش غير مسلح ولا يمكن الطلب إليه أن يبقى في آتون النار، فهو يقوم بدوره بمساعدة اليونيفيل وعندما تتعرض اليونيفيل للخطر وكذلك الجيش وتقع إصابات في صفوفه، فالمنطق يقول بضرورة إعادة انتشاره، ولا يمكن للجيش أن يبقى صامداً في الأماكن التي يتواجد فيها، فلا يوجد عِلم عسكري يتحدث بهذا المنطق”.
ومن هنا يجد أنه “وفق تقديرات القيادة على الجيش أن يعيد إنتشاره حيث يجب أن تسحبه إلى أماكن أكثر أمانًا، فعندما تجتاح إسرائيل الجنوب وتستمر بقصف مراكزه، فالأولى بقائد الجيش سحبه حرصاً على سلامة أفراده”.
ويلفت إلى أن “ضرب الجيش يتكرر في الجنوب، أما في منطقة البقاع فيقتصر الأمر على ضربات محدودة، وذلك بعد أن تحول الجنوب إلى منطقة عمليات عسكرية بين الجيش اللبناني وحزب الله، فلا يمكن للجيش أن يبقى في مناطق الصراع هذه، ووفق المعطيات الميدانية التي يعلمها قائد الوحدات في مرجعيون يمكنه أن ينبه قيادة الجيش إلى ضرورة إعادة الانتشار”.
ولكن لماذا لا تستثمر قيادة الجيش علاقتها الجيدة مع الأميركيين لتحييد الجيش؟ يجيب العميد جابر بسؤال: هل يمون الجيش على أميركا ؟ والتي تشارك في الحرب الاسرائيلية على لبنان، فلو لا دعم أميركا لإسرائيل ما كانت تجرأت على القيام بما تقوم به”.