إسرائيل تتوعد بمرحلة جديدة في لبنان
تُجمع مصادر دبلوماسية غربية على الوجهة التصعيدية لتل أبيب في حربها على لبنان، مشيرة الى أن حكومة نتنياهو تُعد خططا عسكرية تشمل بنك أهداف في بيروت وبعض المناطق التي كانت بمنأى عن الطيران الحربي والمُسيَّر.
وقد وصلت الى المسؤولين اللبنانيين رسائل نارية تشير الى أن المطلوب بالدرجة الاولى مبادرة حزب الله الى وقف اطلاق صواريخه نحو الشمال وصولا الى تل أبيب، والشروع فورا بمفاوضات تُنهي الخلاف الحدودي البحري والبري مع اسرائيل وفق شروط القرار 1701 على أن يتم ادخال تعديلات جوهرية في بعض بنوده ترتبط بسلاح الميليشيات ودور الجيش اللبناني على طول الحدود. هذه الرسائل التي قرأها جيدا الرئيس نبيه بري وعرضها على حزب الله عبر بعض الموفدين، لها تاريخ صلاحية ينتهي بعد أسابيع قليلة وقد فرضت اسرائيل هذه الشروط بعد أن وجدت نفسها في موقع قوة للتفاوض مع الحزب، مهددة في الوقت عينه من تصعيد كبير في حال استمر حزب الله على موقفه بمساندة غزة وضرب العمق الاسرائيلي.
وتركت إسرائيل الباب أمام تسوية سياسية مع لبنان وأعطت مهلة التشاور الداخلي لتحضير الضربة على ايران وانتظار تداعياتها، اذ تشير المصادر الدبلوماسية الى أن الرد الايراني المتوقع قد يجر المنطقة الى حرب شاملة تكون إسرائيل رأس حربتها بمؤازرة أميركية ودعم بريطاني وأوروبي.
في هذا الوقت تبرز الخشية من تدهور الوضع الامني الداخلي على خلفية ملف النازحين الذي بات ورقة ضغط لا تحتملها الحكومة اللبنانية، التي تسعى مع الجهات الحزبية وتحديدا حزب الله الى ضبط النازحين في مراكز
الايواء الموجودة في بيئات غير مؤيدة للحزب، كما تعمل القوى الامنية على ضبط تحركات النازحين وتطويق الحوادث الفردية التي تحصل خصوصا بين النازحين السوريين والجنوبيين.
في المقابل، تسعى اسرائيل الى استغلال هذا الوضع والدفع نحو فتنة داخلية تُسهل عليها مهمة ضرب لبنان، وهو ما توقفت عنده بعض القوى السياسية التي تطالب بورقة حل داخلية تقطع الطريق على الفتنة وتكون نواة حل جذري للأزمة. ولا تُخفي مصادر معارضة قلقها من الانفجار الاجتماعي نتيجة الضغط الكبير على مناطق بيروت وكسروان والشمال، داعية الرئيس نبيه بري الى الاسراع في ملاقاة المبادرات الداخلية والعمل على احتواء الموقف الذي كلفنا الكثير من الدماء ومرشح الى ارتفاع فاتورته في الاسابيع المقبلة في حال رفض الثنائي حزب الله حركة أمل الذهاب الى هذه التسوية والتي ستأتي حكما بسبب اصرار الدول الغربية عليها.
ومع تصفية يحيى السنوار وقبله إغتيال قيادات الصف الاول لحزب الله وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله، تتطلع اسرائيل الى مزيد من التصعيد العسكري على لبنان، وما التهديدات التي تصل عبر رسائل كاذبة ووهمية الا إشارات من قبل أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تؤكد أن المرحلة المقبلة صعبة وتحدد صعوبتها حجم الضربة المحتملة على ايران.