بعد تغاضيه عن كلام السفيرة الأميركية… بودية: أين السيادة التي استفاق عليها ميقاتي
بعد تغاضيه عن كلام السفيرة الأميركية… بودية: أين السيادة التي استفاق عليها ميقاتي
في موقف مستغرب ولافت لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اختار أن يتواجه مع إيران على خلفية ما نقل عن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، من أن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. واعتبر ميقاتي هذا الأمر تدخلاً فاضحًا في الشأن اللبناني.
هذا الموقف لم يتوقف عند الكلام فحسب، بل ذهب إلى استدعاء القائم بالأعمال الإيراني لإبلاغه بهذا الاحتجاج، فيما كانت السفيرة الأميركية تمنع الدولة التي يدعي أنها سيادتها من التعامل مع الكلام الإيراني، بل غضت السمع والنظر عن التصريحات الوقحة للسفيرة الأميركية حول “ضرورة أن يتحضر اللبنانيون لمرحلة ما بعد حزب الله”.
عن هذا الموقف غير المتوازن للرئيس ميقاتي، يتحدث الكاتب والمحلل السياسي فادي بودية، الذي يرى أنه من الواضح أن هناك ضغوطًا كبيرة، فهذا الموقف لا ينسجم مع صداقات لبنان المتوازنة، وهذا الموقف يكسر العلاقة مع صداقات لبنان الحقيقية.
ويسأل في هذا السياق: هل استمع نجيب ميقاتي إلى السفيرة الأميركية التي قالت “عليكم بالتحضر أيها اللبنانيون إلى مرحلة ما بعد حزب الله”؟ أم لم يرَ أن هناك وفودًا أجنبية من سفارات أميركا وأوروبا قد ذهبت لتفتيش المطار ومرافئ أخرى لخلوها من السلاح؟ فهل هذه هي السيادة التي استفاق عليها اليوم نجيب ميقاتي؟
ويذكره بأن إيران هي الدولة الوحيدة التي كسرت حصارًا فرض على لبنان من أميركا وبعض الدول الأوروبية والعربية لمعاقبة حزب الله والمقاومة. وهل يمكن أن ننسى أن إيران هي من دعمت وسلحت وطورت المقاومة التي بفضلها تحررت أرض لبنان؟
ويقول: “كل هذه الخيرات لا يجب أن تنسينا من هي إيران. ومن جانب آخر، فمن المفترض أنها دولة صديقة للبنان، ومن حقها أن تطرح من هذا الباب حلولاً ومسارات لها علاقة بالحل في لبنان، تمامًا كما تفعل فرنسا وأميركا والكثير من الدول، وإن كانت إيران أصدقهم وأنبلهم في الحديث عن لبنان لأنها ساهمت بتحرير هذا البلد، وليس كما فعلت بعض الدول التي ساهمت في إدخال الإرهابيين والصهاينة إلى لبنان”.
ويرى بودية في تصرف الرئيس ميقاتي أنه يأتي في سياق إرضاء الأميركيين، لأنه يتخوف من أن تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ التهديدات التي يلوحون بها بالعصا الغليظة لجهة فرض عقوبات. ومن جانب آخر، يعتقد أنه يجنب لبنان الضغوطات الدولية في حال سكت عن هذا الموقف.
ويذكر أن كل من سوّق رواية أن إيران تخلت عن المقاومة، تبين أنها روايات من بنات أفكار هؤلاء، وبالتالي ليس بحاجة إلى إثبات لتأكيد دعمها للمقاومة. وخاصةً أننا رأينا قائد الحرس في لبنان عباس نيلفوشان قد استشهد إلى جانب السيد حسن نصر الله. فهل هناك من دعم أكبر من هذا للمقاومة؟
وينبه كل من اعتقد أن استشهاد السيد نصر الله سيتيح له أن يميل الهوى اللبناني نحو تغيير هوية لبنان التي ترسخت بالدم منذ العام 2000 إلى 2006، بكونها هوية مقاومة، أنه مخطئ. هذا “لبنان” لن يكون أميركيًا أو إسرائيليًا مهما فعلوا ومهما حاولوا الضغط عليه.
ويتطرق إلى موضوع اغتيال يحيى السنوار، الذي اغتيل وهو بطل، فقد كان يقاتل العدو الإسرائيلي وجهًا لوجه واستشهد وبندقيته في يده. ولم يتم استهدافه بعملية استخباراتية نوعية يمكن لإسرائيل أن تدعي أنها إنجاز يُسجل لها. وهو من خلال صورة استشهاده، أحبط الرواية الإسرائيلية بأنه كان يختبئ خلف الأسرى الإسرائيليين. فقد كان يقاتل وجهًا لوجه كأي مقاتل لحماس، وهو ما عزز رواية البطولة التي نسجها لنفسه منذ بداية الطوفان وحتى قبل ذلك من سجنه، عندما كان أسيرًا، فكان المناضل والبطل الذي قاتل إلى الرمق الأخير.