هل تعليق العام الدراسي وارد
وضعت الحرب على لبنان مسار التعليم في المدارس والجامعات أمام تحدٍ حقيقي، وأصبح الطلاب والأهالي والهيئات التعليمية ضحايا هذا العدوان ويدفعون ثمن احتدامه وتفاقم الأزمات في البلد، ولم تكد المؤسسات التعليمية في لبنان تفتح أبوابها للعام الدراسي الجديد، حتى أغلقتها سريعاً بسبب توسع الاستهدافات والغارات على كل المناطق اللبنانية.
وفي ظل هذه الأوضاع المتشابكة، يحاول وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي إنقاذ العام الدراسي بشتى الطرق خصوصاً بعد إعتماد مئات المدارس الرسمية مراكز لايواء النازحين، وتوسع مساحة الاستهدافات بحيث لم تعد هناك مناطق تعتبر آمنة بصورة كلية في لبنان، وأكد بعد لقائه الأخير مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن “العام الدراسي سينطلق في ٤ تشرين الثاني في المدارس والمهنيات والثانويات الرسمية، والجامعة اللبنانية ستباشر التدريس في ٥ كليات في ٢٨ من هذا الشهر”.
وأشار الى أنه سيمضي بالخطة التي أعدتها وزارة التربية وتقضي بفتح بعض المدارس الخالية من النازحين أمام الطلاب في دوامين، والاستعانة ببعض المدارس الخاصة أيضاً في دوام خاص لاستيعاب التلاميذ، وكذلك احتمال التعليم عن بعد حتى لا يكون مصير ٥٠٠ ألف تلميذ اضطروا إلى النزوح مجهولاً.
تعاني المدارس الرسمية والكثير من المدارس الخاصة من هاجس عدم فتح أبوابها واحتمالية خسارتها تلامذتها بسبب انطلاق العام الدراسي في بعض المدراس الخاصة حضورياً بعد اعلان الوزير الحلبي عن إمكان فتحها بحسب المنطقة وعلى مسؤولية الادارة، مقابل عدم تقبل الأهالي فكرة التعليم عن بُعد بسبب نتائجه غير المرضية، ومطالبتهم وزارة التربية عبر روابط التعليم بوقف العام الدراسي لسلامة أولادهم، على أن يستكمل التعليم عند انتهاء الحرب، فكيف يمكن إنقاذ العام الدراسي؟ وما هو مصير الطلاب؟
يضم الأستاذ في رابطة التعليم الرسمي بلال أبو ياسين صوته إلى صوت الأهالي، ويقول عبر “لبنان الكبير”: “اننا أمام عدو لا يراعي القيم الانسانية والدولية وليست لديه خطوط حمر، ومنذ يومين حصل قصف عنيف على بلدة بعلول في البقاع الغربي، وصودف مرور باص مدرسة قبل دقيقتين تماماً من مكان الاستهداف بحسب كاميرات المراقبة، فماذا لو كان توقيت الغارة مع الباص؟ ألم نكن أمام مجزرة كبيرة؟ لذلك يجب أن تكون سلامة الطلاب والأطفال والهيئة التعليمية أولوية أمام التعليم عموماً أكان حضورياً أو عن بُعد”.
وعن انقاذ العام الدراسي، يرى أنه “يمكن تعويضه بعدة طرق، منها خفض العطل المدرسية، التخفيف من المنهاج، أو تمديد العام الدراسي، فالوضع دقيق جداً وأصبحت كل مناطق لبنان مستباحة، ولم تعد هناك مناطق آمنة يمكن القول إننا نستطيع فتح المدارس فيها”، مناشداً وزير التربية “الأخذ في الاعتبار كل هذه الاحتمالات وبالتالي التريث في العام الدراسي”. كما طالبه بـ “وقف التعليم في المدارس الخاصة والتي فتحت أبوابها حضورياً أو عن بعد وكأنها على كوكب مستقل عنا”، معتبراً أن “قرار فتح المدارس على مسؤولية الادارة غير منطقي، وفي حال استشهاد أي طالب كيف يمكن للمدرسة الخاصة أن تتحمل المسؤولية وكيف يمكن التعويض على أهله؟”.
وتوجه إلى وزارة التربية بالقول: “أنتم أمام تحدٍ كبير، ويجب اتخاذ قرارات جريئة، الاحتمالات كثيرة لتعويض أيام التدريس حفاظاً على سلامة الجميع”.
تحديات تداعيات الحرب من نزوح وفقدان المسكن والعيش في مراكز إيواء مؤقتة، فضلاً عن الموت الذي يطارد المناطق التي يطالها الطيران الاسرائيلي، من حق الطلاب والهيئات التعليمية أن تؤخذ في الاعتبار، وأيضاً بالنسبة إلى التعليم الحضوري وسلبيات التعليم عن بعد. مسؤوليات كبيرة يحملها أولياء الامور إلى وزارة التربية، فهل من مجيب؟
راما الجراح -لبنان الكبير