“نجهّز مخيمات نزوح من بيوت بلاستيكية”… وزير “يكشف”: انتخاب الرئيس قريب جدًا
“نجهّز مخيمات نزوح من بيوت بلاستيكية”… وزير “يكشف”: انتخاب الرئيس قريب جدًا
قال وزير المهجرين عصام شرف الدين: “إن هناك فرصة اليوم لوقف الحرب، ولبنان يمد يده للتفاوض، ولكن على قاعدة التعاطي الإنساني والوطني، وإعطاء الحقوق، وليس على قاعدة الهيمنة والسيطرة، أو فرض إملاءات فوقية نحن نرفضها جملة وتفصيلا”.
وفي مقابلة لـ”عربي 21″، أشار شرف الدين إلى أن، “هناك موجة نزوح كبيرة جدا تعادل ثلث عدد الشعب اللبناني، فقد تجاوز عدد النازحين المليون ونصف المليون نسمة حتى الآن”.
وأوضح أنهم، “بصدد إصدار قرار حكومي لإعداد وتجهيز مخيمات نزوح من بيوت بلاستيكية جاهزة لنقل النازحين بدلا من لجوء البعض إلى المدارس كمراكز إيواء بغية تأمين العام الدراسي”.
ودعا الأمم المتحدة إلى “ممارسة الضغط الدبلوماسي، والمساعدة المعنوية لتقديم شكوى لمجلس الأمن، وإقامة دعوى على إسرائيل من أجل دفع التعويضات، وإحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية؛ فما يحدث هو إبادة جماعية وجريمة بحق بالإنسانية”، موضحا أن “مجلس الأمن هو المسؤول عن إقامة دعوى ضد إسرائيل من أجل دفع التعويضات جراء الأضرار بموجب شكوى من لبنان”.
ورفض شرف الدين ربط موضوع انتخاب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار، متوقعا “انتخاب الرئيس قريبا جدا، وربما قبل نهاية الجاري؛ فهناك استعداد للحضور من قِبل كتل كبيرة من النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا واجب مقدس”.
وأردف: “لدينا شخصيات كثيرة في لبنان يمكن أن تتبوأ هذا المركز الهام (منصب الرئاسة)، ويكون لها دور فاعل في الوحدة الوطنية؛ فنحن بدون رئيس جمهورية منذ عامين وهذا غير مقبول، وهناك مراسيم وقرارات دولية والعديد من الأمور الهامة التي تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية”.
وفي ما يلي نص المقابلة المصورة كاملة مع “عربي21”:
بعد الهجوم الهمجي من قِبل العدو الإسرائيلي على قرى الشريط الحدودي، والضاحية الجنوبية، والبقاع الشمالي في لبنان، وكافة القرى اللبنانية، تجاوز عدد النازحين المليون ونصف المليون نسمة، وذلك بعد موجات الاستهداف خلال الأيام الماضية على الضاحية الجنوبية، ومنطقة الأوزاعي، ومراكز القرض الحسن.
هناك موجة نزوح كبيرة جدا تعادل ثلث عدد الشعب اللبناني، وقد نزح من بيوته، وقراه، وأملاكه، بسبب أفعال وممارسات العدو الهمجي الذي يقتل المدنيين الأبرياء ويعتدي بوقاحة على سيادة لبنان.
هناك لجنة طوارئ، وتضم هيئة إغاثة، وهناك أكثر من 8 وزارات معنية، وهي تعمل على تأمين مراكز الإيواء على كافة الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى استقبال أهالي المناطق التي تعتبر آمنة نسبيا للنازحين في بيوتهم، وهنا تتجلى الوحدة الوطنية بأبهى منظر يفتخر به اللبنانيون.
وبعد تأمين الإيواء تكون لنا اجتماعات دائمة لتأمين المياه، وتأمين الكهرباء، وقريبا جدا تأمين التدفئة، لأن شتاء لبنان بارد جدا، وبالطبع تأمين الغذاء بوجبة ساخنة مرة يوميا على الأقل، وتلبية متطلبات النازحين من العلاج وغيره.
ونوجّه الشكر للدول الصديقة التي تقدم مساعدات للبنان، وللجنة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة التي تساعدنا.
أغلب النازحين يقيمون في مراكز إيواء بالمدارس الرسمية التي تشمل أكثر من ألف مدرسة، لكن مع ضرورة بدء العام الدراسي لا بد من إيجاد حل آخر، مثل تجهيز المخيمات من بيوت بلاستيكية جاهزة لنقل النازحين بغية تأمين العام الدراسي، لذا نحن بحاجة لمشروع المخيمات.
سيؤخذ فيه قرار من لجنة الطوارئ، وبالتنسيق مع الهيئات الأممية ومنظمات الشؤون الإنسانية، وسيصدر به قرار حكومي نحن بصدد إصداره.
لكن هذا القرار سيأخذ بعض الوقت لأنه قرار سياسي، لبحث المنطقة التي ستُخصص لهذا المشروع، وتحديد الأماكن الآمنة، وسنبلغكم بالتفاصيل في حينه.
نحن نوجّه الشكر في موضوع الغذاء للدول الصديقة والعربية التي أرسلت لنا موادا أولية أساسية مثل الأرز، والقمح، ووزير الاقتصاد أعلن عن مخزون يكفي لأربعة أشهر من المواد الغذائية الأساسية.
كيف يتم تنسيق الجهود بين مختلف الوزارات والجهات المعنية للتعامل مع قضايا النزوح خاصة في ظل غياب بعض الوزراء عن اجتماعات الحكومة؟
الوزراء المقاطعون لاجتماعات الحكومة يشاركون في لجنة الطوارئ، كل بحسب اختصاصه، أما الوزراء الباقين مثل وزارة الصحة فنحن نوجّه لهم تحية خاصة لما تقوم به من واجبات كاملة.
قبل أيام، كان هناك تهديدا باستهداف مستشفيات بعينها في لبنان، وهي رسالة للسيد نبيه بري، لأن مستشفى الساحل هي لنائب من كتلته؛ فكانت رسالة تحذيرية وضغط لرفع سقف المفاوضات، وتهديد مُبطن، كما قُصفت مداخل مستشفى الحريري.
اقرأ أيضا:
المهمة ليست سهلة بطبيعة الحال، ولكن الشعب اللبناني شعب حيوي، ونحن نعتبرها فترة مؤقتة، وإن شاء الله يعود أبناء الجنوب، وكل النازحين إلى بيوتهم مرفوعي الرأس.
وهنا يأتي دور الجامعة العربية، فينبغي على الأقل أن تساعدنا في إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات.
ثم يأتي دور الأمم المتحدة من خلال الضغط الدبلوماسي، والمساعدة المعنوية لتقديم شكوى لمجلس الأمن، وإقامة دعوى على إسرائيل من أجل دفع التعويضات، ومن أجل الإدانة، وإحالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية؛ فما يحدث هو إبادة جماعية وجريمة بحق بالإنسانية، وقد رأى الجميع قتل الأطفال، وتدمير المنازل والأبنية على رؤوس قاطنيها بذرائع واهية.
مجلس الأمن الدولي هو المسؤول عن إقامة تلك الدعوى بموجب شكوى من لبنان.
الشأن المالي الخاص بإعادة الإعمار ليس كبيرا، لكن الموضوع الأهم متعلق بالاقتصاد المُدمّر، وبالمؤسسات والمزارع والبساتين والقطاعات المنتجة التي دمّرها الاحتلال كالمصانع ومراكز التعليم، وغيرها من المؤسسات التي تنهض بالاقتصاد، وحتى الأراضي الزراعية التي حرقها العدو بالقنابل الفسفورية، وتُقدّر مساحتها بآلاف الهكتارات، وغيرها من الأمور التي تعيق عودة البناء.
أما عن إعادة الأبنية فقد رأينا بعد حرب عام 2006 كيف رجعت الضاحية أجمل وأرقى مما كانت عليه، وهو أمر نعمل عليه مع الجامعة العربية، ودول الخليج التي لا تقصر معنا.
مع الأسف هناك وصاية غربية، وهذه الوصاية يهمها أمن إسرائيل أكثر بكثير من سلامة لبنان؛ فمن يتحدث عن القرار 1701 كان الأولى به أن يحث إسرائيل على تطبيقه، فأول شروط هذا القرار الذي لم تلتزم به إسرائيل عام 2006 هو خروج كل الجيوش الأجنبية والمحتلة، ولو التزموا به ما كان هناك أي مبرر لحزب الله أن يتسلح ويقاوم لتحرير أرضه.
الاحتلال لا زال يسيطر على مزارع شبعا، وتلال كفر شوبا، وقرية الغجر، والقرى السبع اللبنانية التي رُسمت حدودها وقت تقسيم فلسطين وبداية الاحتلال الإسرائيلي؛ فلو انسحبت إسرائيل من تلك الأماكن لم يكن هناك مبررا لوجود أي سلاح لأي فريق، لكن إسرائيل لا تلتزم بقرار وقف الحرب، ولا تلتزم بقرار 1701، وحتى قرار 1559 ينص البند الأول فيه على انسحاب كل الجيوش الأجنبية من لبنان.
إذا تراجع حزب الله إلى الوزاني، ثم إلى الليطاني، لا تعرف ماذا سيطلب الاحتلال بعد ذلك؟، وبحسب تصريح المسؤولين الإسرائيليين بأن “حدودنا نهر الليطاني”، أي الاستيلاء على المياه اللبنانية، حتى بدأ الحديث عن النهر الأول، بمعنى مسافة أبعد.
هذه ألاعيب خبيثة ومحاولة للضغوط مثل موضوع تقسيم الحدود البحرية لمصلحتهم؛ فحدودنا التي زعموا إنها عند خط 23 لكن كان من المفترض أن تكون عن خط 29، وكذلك عندما أوهمونا أننا نستفيد من الغاز لفترة وجيزة، فسُلّم ملف الغاز لشركات أجنبية تخضع لإملاءات أمريكية إسرائيلية، وخرجنا بدون إنتاج غاز، وحتى لو ظهر الغاز عندنا فلن يدعوا الشركة تستمر بالعمل؛ فهذه كلها أمور تدخل في نطاق الخداع، وليس الدبلوماسية.
بعد كل حرب طويلة بين طرفين لا يصلون بها لنتيجة يعودون لطاولة المفاوضات. إسرائيل تتبع أسلوب الدمار لأنها فشلت في الجنوب اللبناني في تحقيق أي انتصار لتساوم على أساسه، وبالتالي لكي ترفع مستوى التفاوض تتعمد الضغط من خلال التدمير، وقتل الأبرياء، وهذا أسلوب همجي بربري.
في المقابل، رأينا الرد من قِبل المقاومة، وكيف كان الرد مدروسا ورزينا، والمستهدف فيه فقط العسكريين، والثكنات العسكرية، ومراكز التدريب؛ فهناك فرق في التعامل، وهناك التزام بقواعد الاشتباك من قِبل المقاومة، وهناك حرب تدمير وإبادة وجرائم ضد الإنسانية يمارسها الإسرائيليون، ويتوهمون أن بإمكانهم كسر الإرادة اللبنانية؛ فهذا لم ولن يحدث على الإطلاق.
اليوم هناك فرصة لوقف الحرب، ولبنان يمد يده للتفاوض، من قِبل المقاومة، ومن قِبل الحكومة، ولكن على قاعدة التعاطي الإنساني، والتعاطي الوطني، وإعطاء الحقوق، ووقف الحرب، وليس على قاعدة الهيمنة والسيطرة، وفرض “إملاءات فوقية” نحن نرفضها جملةً وتفصيلا.
لقد استقبل مؤخرا المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، كما استقبل الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ونبيه بري لم يُصرّح بتفاصيل تلك اللقاءات، ولكن قال إن النتائج إيجابية إن شاء الله، وقد تناولوا موضوع الرئاسة، وموضوع وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، والدعم العربي للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني، ونأمل خيرا قريبا.
سمير جعجع قال إن “انتخاب رئيس جديد شرط لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل”.. ما تعقيبكم على هذه التصريحات؟
موضوع انتخاب رئيس جمهورية موضوع حيوي ومهم، لأنه هو رأس الدولة، بالطبع هناك إجراءات لاختيار رئيس الجمهورية، وهناك مراسيم وقرارات دولية والعديد من الأمور الهامة التي تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية.
لكن لا أؤيد ربط موضوع انتخاب رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار، فهناك استعداد للحضور من قِبل كتل كبيرة من النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، وهذا واجب مقدس.
أتمنى ذلك، وأتوقع أن يحدث قريبا جدا، ولدينا شخصيات كثيرة في لبنان يمكن أن تتبوأ هذا المركز الهام، ويكون لها دور فاعل في الوحدة الوطنية؛ فنحن بدون رئيس جمهورية منذ عامين وهذا غير مقبول.
هذا الموضوع تقرّره الكتل النيابية داخل البرلمان، وأنا على مسافة واحدة من كل الشخصيات المُرشحة؛ فكلها لديها صفات وازنة، وعلاقاتها جيدة شرقا وغربا وهذا أهم شيء نحتاجه اليوم، لا أن يكون هناك رئيس منحازا أو خاضعا لا للغرب ولا للشرق.