الرد الإسرائيلي راعى الأطر والمعايير المحددة… والإيراني لن يسكت

جاء الرد الإسرائيلي على إيران منتصف الليل لينهي مرحلة طويلة من الانتظار والتوقعات حول حجم الضربة وما إذا كانت ستؤدي إلى حرب إقليمية واسعة. ولكن المفاجأة أنه لم يرقَ إلى المستوى الذي يحتم رداً عنيفاً من إيران، بحجة الضغط الأميركي كي لا يطال العدوان منشآت نووية أو نفطية.

فما حقيقة هذا الرد؟ وهل كان منسقاً مع الأميركي كي لا يؤدي إلى حرب إقليمية وبالتالي يحفظ ماء الوجه الإسرائيلي؟ وماذا عن الرد على الرد؟


في هذا الإطار، يعتبر الكاتب والباحث السياسي توفيق شومان، في حديث لـ “ليبانون ديبايت”، أنه “من الواضح تماماً بأن العدوان الإسرائيلي على إيران جاء ضمن أطر ومعايير محددة”. فجاء، برأيه، “ضمن المستوى الثالث، مما يعني عدم قصف الإسرائيليين للمنشآت الحيوية، ولا حتى بالتعرض للمنشآت النووية أو النفطية أو حقول النفط، مما يدل على أن المرافق الحيوية أو المواقع الإستراتيجية تم استثناءها”.

وفي هذا السياق، يلفت شومان إلى أن ذلك يدل على معادلتين أساسيتين: أولاً، العدو الإسرائيلي لم يعمل على تفعيل الحرب ضد إيران وبالتالي توسيعها، وذلك خشية من رد إيراني استراتيجي في حال كان العدوان الإسرائيلي استراتيجياً. من هنا حصل الهجوم على مواقع عسكرية، لا بل محدودة أيضاً، رغم أن الإسرائيليين لم يقدموا أي معلومات تفصيلية حول هذا الأمر. في حين أن الإيرانيين يعتبرون أن الأضرار الناتجة عن العدوان الإسرائيلي هي محدودة أيضاً. ويعتقد شومان أنه “كان هناك دور أمريكي كي لا يتعرض الإسرائيليون لمواقع استراتيجية إيرانية، حيث كان من المتوقع أن يؤدي مثل هذا الأمر إلى إشعال المنطقة عشية الانتخابات الأميركية”.

ولكن شومان يقدر بأن “هذا الرد، وحتى لو كان محدوداً، لن يقفل الحرب الدائرة أو تبادل الردود والردود المضادة، أي لن يقفل الباب أمام رد إيراني يكون بالمستوى ذاته”. لذلك، يرجح أن “الرد الإيراني سيكون في المستوى ذاته، وبمعنى أدق مشابهاً للرد الذي حصل في الأول من هذا الشهر، وكان الرد الإيراني الثاني بعد رد 13 نيسان الماضي”.

ويستنتج شومان، وفق المعطيات عن هذا العدوان، أنه “كان محدوداً، وبالتالي تحاشى التعرض لمواقع ومرافق حيوية استراتيجية، وفي الوقت ذاته كانت هناك ضغوط أميركية. ومن الواضح تماماً أن الولايات المتحدة الأميركية، وأيضاً العدو الإسرائيلي، غير ذاهبتين إلى توسيع الحرب في المنطقة ودفعها لتشكل رداً على المستوى الإقليمي”. ويعتقد شومان أن الإيرانيين لن يسكتوا عن هذا العدوان، متوقعاً أيضاً أن يكون الرد الإيراني في المستوى ذاته.