بعد وعوده… “الكرة في ملعب ترامب” لوقف النار في لبنان
بعد وعوده… “الكرة في ملعب ترامب” لوقف النار في
تنتظر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ملفات معقدة تتعلق بالشرق الأوسط، حيث تتصاعد الأزمات في غزة ولبنان، بينما يشهد العالم تصعيدًا مباشرًا متزايدًا بين إسرائيل وإيران.
المنطقة، التي تعاني من تحديات أمنية وسياسية ضخمة، تحتاج إلى استثمارات دبلوماسية وإلى تنسيق دولي لضمان استقرارها، مما يتطلب جهودًا كبيرة لحل الأزمات المستعصية.
ومع مرور عام على حرب إسرائيل في غزة وفتح جبهة جديدة في لبنان، يبدو أن الوضع يتجه نحو تصعيد أكبر، وقد يجد الرئيس الأميركي المنتخب نفسه مضطرا للتدخل بشكل مباشر لدعم جهود وقف الحرب وإيجاد حلول سريعة، خاصة مع ظهور احتمالات تصعيد شامل في المنطقة.
في هذا السياق، يُعتبر ترامب داعمًا قويًا لإسرائيل، وقد أظهر ذلك خلال رئاسته السابقة عبر نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وهو القرار الذي أثار موجة من الغضب الفلسطيني والعربي، لكن في الوقت نفسه، تميزت تصريحاته بانتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وضرورة إنهاء الحرب بسرعة، ومع ذلك، فإن ترامب يعتبر نفسه حليفًا كبيرًا لإسرائيل ويروّج دائمًا لعلاقاته الوثيقة مع تل أبيب، رغم بعض الانتقادات لسياسات نتنياهو.
وفيما يخص لبنان، صرح ترامب قبل أيام من الانتخابات أن “الوقت حان لإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني”، وهو ما يعكس اهتمامه بمعالجة القضايا الإقليمية.
وكان ترامب قد صرح عبر منصة “إكس” بأن “فترة رئاسته شهدت سلامًا نسبيًا في الشرق الأوسط”، متعهّدًا بإنهاء المعاناة في لبنان، لكنه لم يوضح في أي وقت مضى تفاصيل حول كيفية “إيقاف الدمار” في هذا البلد الذي يعاني من أزمة سياسية وإنسانية خانقة.
وترامب أشار إلى أنه “سيعود إلى سياسة الضغط الأقصى ضد طهران”، وهي السياسة التي اتبعها خلال فترته الرئاسية الأولى، وتتمثل هذه السياسة في الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وهو ما أدى إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
ويعتقد ترامب أن هذه السياسة كانت فعّالة في الحد من قدرة إيران على تمويل جماعاتها المسلحة في المنطقة، ويُتوقع أن يعزز هذه الحملة الاقتصادية في فترة ولايته القادمة.
من ناحية أخرى، لم يُظهر ترامب أي استعداد للتفاوض مع طهران، مما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة، وقد يواجه تحديات كبيرة في حال تطورت الأمور نحو مواجهة نووية أو تصعيد عسكري واسع النطاق.
ومع اقتراب فترة رئاسة ترامب الثانية، يترقب العالم كيف سيترجم وعوده في السياسة الخارجية بشأن الشرق الأوسط. هل سيظل دعم الولايات المتحدة لإسرائيل كما هو؟ وهل سيحقق بعض التقدم في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وكيف ستؤثر سياسات ترامب في لبنان وملفات النزاع الداخلي هناك؟
والتحديات ستكون معقدة للغاية، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية المتقلبة في الشرق الأوسط، حيث سيكون ترامب بحاجة إلى بناء تحالفات استراتيجية مع القوى الإقليمية والعالمية للتعامل مع هذه القضايا بما يضمن الاستقرار في المنطقة.
لبنان