من منتقد لاذع إلى حليف قوي… أول نائب رئيس أميركي من جيل الألفية
من منتقد لاذع إلى حليف قوي… أول نائب رئيس أميركي من جيل الألفية
جي دي فانس، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو وأحد أبرز السياسيين الجدد في الساحة الأميركية، شهد تحولًا دراماتيكيًا في مواقفه تجاه الرئيس السابق دونالد ترامب. بعد أن كان من أبرز منتقدي ترامب، أصبح الآن أحد أكثر المدافعين عنه، ليتوج هذا التحول بتعيينه نائبًا للرئيس المنتخب، ليكون ثالث أصغر سياسي يتولى هذا المنصب وأول نائب من جيل الألفية.
وُلد جي دي فانس في ميدلتاون، أوهايو، في بيئة عمالية فقيرة، حيث نشأ مع جدته في ظل ظروف صعبة، بما في ذلك الإدمان والعنف. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، استطاع أن يحقق نجاحًا أكاديميًا، فدرس في جامعة ولاية أوهايو ثم في كلية الحقوق بجامعة ييل، قبل أن يخدم في مشاة البحرية الأميركية.
في عام 2016، أصدر فانس كتابه الأكثر شهرة “Hillbilly Elegy” الذي سرد فيه قصته الشخصية ونشأته في “حزام الصدأ” الأميركي. وعلى الرغم من كونه من أصول محافظة، كان فانس في البداية من منتقدي ترامب، حيث وصفه في وقت ما بـ”الهيروين الثقافي”، مشيرًا إلى أن ترامب لم يقدم حلولًا حقيقية لمشاكل الطبقة العاملة.
لكن مع مرور الوقت، بدأ فانس في تغيير رأيه بشأن ترامب، خاصة بعد دعم الأخير له في سباقه الانتخابي لمجلس الشيوخ في ولاية أوهايو في عام 2022. فبعد أن اعترف بفشل تقديراته السابقة، أبدى أسفه علنًا على انتقاداته السابقة لترامب وأعلن دعمه الكامل له.
خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أصبح فانس من أبرز المساندين للرئيس ترامب، حيث لعب دورًا كبيرًا في جمع التبرعات لصالح حملة إعادة انتخابه، كما شارك في العديد من الفعاليات لدعمه. بفضل الدعم الكبير من ترامب وأموال المانحين الأثرياء مثل بيتر ثيل، نجح فانس في الوصول إلى منصب نائب الرئيس المنتخب، حيث يُنتظر أن يؤدي اليمين في يناير المقبل.
على الرغم من دعم ترامب له، أثار فانس بعض الجدل خلال الحملة الانتخابية بسبب تصريحاته المثيرة التي وصف فيها بعض النساء بـ”نساء القطط بلا أطفال”، مما دفع بعض أعضاء الحزب الجمهوري إلى التشكيك في اختياره.
مع تقدمه في المسار السياسي، يُتوقع أن يستمر فانس في تبني السياسات المحافظة التي دعمها سابقًا، بما في ذلك معارضته للمساعدات الأميركية لأوكرانيا. كما يُتوقع أن يكون له دور بارز في دفع أجندة ترامب السياسية خلال السنوات القادمة، مستفيدًا من علاقاته الواسعة في وادي السيليكون ومع المانحين الأثرياء.
من خلال تحوله من معارض صريح إلى حليف قوي، أصبح جي دي فانس شخصية محورية في السياسة الأميركية، ويحمل تطلعات كبيرة للمرحلة المقبلة، حيث سيلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل الحزب الجمهوري تحت قيادة ترامب.