هل يعطي ترامب “الضوء الأخضر” لنتنياهو لضرب “النووي” الإيراني
تباينت الآراء السياسية بشأن إمكانية أن تكون ولاية الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، الفرصة الأنسب لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، من أجل ضرب المشروع النووي الإيراني، خاصة في ظل المواقف الواضحة لترامب من إيران.
وتمكن ترامب من هزيمة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ليعود مجددًا إلى البيت الأبيض، فيما يعرف الرئيس الأمريكي بعلاقته القوية مع نتنياهو، حيث حرص الأخير على تأجيل العديد من الملفات أملًا في عودة ترامب.
أهداف نتنياهو
وقال المحلل السياسي سامر عنتباوي، إن “نتنياهو يعمل على استغلال فرصة عودة ترامب للبيت الأبيض من أجل تحقيق أهدافه السياسية داخل إسرائيل وخارجها”، لافتًا إلى أن على إيران والمواجهة المباشرة معها ستكون إحدى أولوياته.
وأوضح عنتباوي، لـ”إرم نيوز”، أن “نتنياهو يسعى لاستغلال عودة ترامب والعلاقة الشخصية التي تربطه به للحصول على الضوء الأخضر فيما يتعلق بالتعامل العسكري مع إيران وبرنامجها النووي”، مستدركًا: “لكن نتنياهو يدرك صعوبة تنفيذ ذلك في الوقت الراهن”.
وأضاف المحلل السياسي، أن “مواقف ترامب هي الأقرب لمواقف نتنياهو و، وستدعم التغيرات التي يسعى إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي في المنطقة”، لافتًا إلى أن هناك حالة من التناغم ستكون بين الإدارة الأمريكية الجديدة وحكومة نتنياهو.
وأشار إلى أن “نتنياهو سيندفع نحو المواجهة الشاملة مع إيران، وسيسعى لوضع الخطط المتعلقة بضرب برنامجها النووي؛ إلا أنه ليس من السهل تنفيذ تلك الخطط، خاصة مع الآثار الجانبية لذلك على المنطقة، وعدم امتلاك إسرائيل القدرات العسكرية لذلك”.
وأضاف: “بتقديري، سيكون من الصعب توجيه إسرائيل ضربة للبرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن ترامب لا يمتلك القرار منفردًا بشأن إعطاء تل أبيب الضوء الأخضر لذلك”، مشددًا على أن البديل سيكون عقوبات مشددة على إيران.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أن “عودة ترامب تعزز فرص نتنياهو في ضرب البرنامج النووي الإيراني والعمل بحرية أكبر ضد إيران؛ إلا أن مثل هذه الخطط لابد أن تكون مدروسة بعناية فائقة”.
وقال أبو زايدة، لـ”إرم نيوز”، إن “إسرائيل لا تمتلك القدرات العسكرية لضرب البرنامج الإيراني، كما أن مفاعل ديمونا الخاص بها مكشوف أكثر من المفاعلات النووية الإيرانية، الأمر الذي يعرضه للخطر في حال قررت إسرائيل بدء حرب نووية ضد إيران”.
وأوضح أن “ترامب سيمنح نتنياهو مزايا غير مسبوقة، ويقبل بتوسيع ضربات إسرائيل العسكرية ضد إيران؛ لكن دون المساس بالبرنامج النووي”، مشيرًا إلى أن البديل عن ذلك سيكون التصعيد الشامل ضد حلفاء إيران في المنطقة.
وأضاف أن ” ستواجه ذلك بتحالفاتها الجديدة، وخاصة مع روسيا، حيث ستحاول من خلال ذلك تعزيز قدراتها الصاروخية للتصدي لأي هجوم إسرائيلي”، متابعًا: “بتقديري، نتنياهو يحاول الهروب للأمام من خلال التصعيد الشامل وتصفية الحسابات، وعودة ترامب هي الفرصة المناسبة له”.
وختم أبو زايدة، “سنكون أمام أيام صعبة على الشرق الأوسط والعالم، خاصة أمام الفرصة الاستثنائية لليمين الإسرائيلي للترويج لمخططاته في المنطقة، وخاصة المخططات المتعلقة بإيران وحلفائها، وهو الأمر الأسهل في عهد ترامب”.