قبلان يحذّر من “خطأ قاتل
قبلان يحذّر من “خطأ قاتل
وجه المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، أكد فيها على حقيقة القوة الإلهية التي تتفوق على كل طغيان وظلم، مستشهداً بآية قرآنية: “وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ، وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللّهِ، إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.
وقال المفتي قبلان إن هذه الآية هي تأكيد من الله تعالى على أن الطغاة مهما بلغوا من قوة وجبروت، لا يمكنهم مواجهة إرادة الله.
وأضاف أن الواقع الإلهي يوضح أن الأرض أقل من لعبة جبروت وظلم، وأن الكون أكبر من حدود غرائز البشر، وأن كل جزء من الوجود يشهد على حضور الله تعالى.
وأشار المفتي قبلان إلى أن الجبهات الحالية التي يشعلها الطغاة تُظهر عجزهم عن تحقيق أهدافهم، مؤكداً على أن المستضعفين يجب أن يعيشوا وفق السنن السماوية والدنيوية، وأن أميركا وإسرائيل هما أبرز مثالين لهذا الطغيان، ويجب مواجهتهما وتمزيق قواهما.
وقال إن القوة العادلة تكمن في تنظيمها وتأمين شروطها، وليس في القوة الجامحة لأميركا وإسرائيل.
وأكد المفتي قبلان أن الأنظمة والشعوب التي تظل تابعة لهذا المعسكر الطاغي، مثل الأنظمة في الشرق الأوسط، تساهم في هذا الطغيان، مشيراً إلى أن الفساد السياسي يحوّل هذه الأنظمة إلى مجرد أدوات في يد القوى الطاغية، ويدفع بها إلى أن تكون جزءاً من مشروع إبادة في غزة ولبنان.
وأضاف أن لبنان اليوم في محنة قتال أخلاقي، معتبراً أن المقاومة اللبنانية هي القوة السيادية التي تضمن السيادة الوطنية، وأن الأصوات المحرضة على المقاومة تتبنى بشكل مباشر مواقف الآلة العسكرية الصهيونية.
وتابع المفتي قبلان حديثه قائلاً إن الجبهة الجنوبية في لبنان لا تحتاج إلى دعم عسكري بل إلى تضامن وطني.
ولفت إلى أن المنطقة تعيش تحت تهديدات متزايدة، وأن المقاومة تقاتل بوتيرة متسارعة رغم القوة المفرطة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي وداعموه.
وحذر من أن الخطر يكمن في الأتاوة السياسية التي قد تفرغ المقاومة من قوتها وتأثيرها.
وأضاف أن توازنات الشرق الأوسط معقدة، وأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيبقى عائماً فوق هذه التعقيدات، بينما لبنان سيبقى قوياً بمقاومته وشعبه الحاضن.
وشدد المفتي قبلان على أن التراهن على نسف التركيبة السياسية أو الروحية في لبنان هو خطأ قاتل، وأكد أن نتيجة الحرب لن تصب في مصلحة إسرائيل، وأن لبنان سيظل بلداً للشراكة والتضامن الوطني.
وطالب الدولة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها في إغاثة المواطنين وتأمين حقوقهم، محذراً من أن إرضاء أي جهة دولية لا يجب أن يكون على حساب سيادة لبنان.
واختتم المفتي قبلان بالقول إن لبنان ومقاومته قويان، وإن ترك مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية في المطار تحت القصف الإسرائيلي يصب في مصلحة إسرائيل وليس في مصلحة النازحين.
واعتبر أن العرب سيندمون على سكوتهم عن إبادة غزة، مؤكداً أن التاريخ يتغير بشكل كبير، وأن المقاومة اللبنانية أثبتت أنها أقوى من أي مشروع دولي.