لاريجاني يسلّم بري والأسد “رسالة”
لاريجاني يسلّم بري والأسد “رسالة”
قال كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران، علي لاريجاني، في تصريح خاص لقناة الميادين، إن “حزب الله، من خلال الجيل الجديد، استطاع أن يعيد تشكيل هيكليته بشكل جديد”، مشيرًا إلى أن هذا التغيير يعكس تطورًا كبيرًا في قدرات الحزب العسكرية والسياسية.
وتحدث لاريجاني عن “جيل كبير من الشجعان والقادة” الذين تربوا على يد الأمين العام السابق لحزب الله، السيد الشهيد حسن نصرالله، والشهيد القائد قاسم سليماني، وأضاف، “التاريخ يكرر نفسه، حيث يجاهد الأشخاص العظماء ويستشهدون، ويتركون أماكنهم لمجاهدين آخرين”.
وفي تعليق على المعارك التي يخوضها حزب الله في جنوبي لبنان، اعتبر لاريجاني أن “هذه المعارك تدل على إخفاق الصهاينة وعدم عقلانيتهم”، كما انتقد استهداف إسرائيل للصحافيين في لبنان، مؤكدًا أن “هذا يندرج ضمن خبث العدو الإسرائيلي”.
وقال لاريجاني إن “صناعة شرق أوسط جديد” ليس بيد هذا أو ذاك، بل بيد أولئك الذين يقاومون في الميدان، مشيرًا إلى أن “الظروف الحالية اختلفت عن السابق، حيث قصفنا الاحتلال بنحو 200 صاروخ، لكن الأمر الآن مختلف”.
وأكد لاريجاني أن “الشعب والمقاومة في لبنان أظهرا وعيًا كبيرًا”، مضيفًا، “رأينا ماذا فعلت إسرائيل، ورأينا كيف قاومهم يحيى السنوار، وفي غزة بات هناك الآلاف من السنوار”، وأوضح أن “الإبادة الإسرائيلية في غزة خلقت أشخاصًا مقاومين وحازمين”.
وفيما يتعلق بحلم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتغيير الشرق الأوسط، قال لاريجاني: “نتنياهو يحلم بتغيير الشرق الأوسط، لكن بأي قوة سيحقق هذا الحلم؟ كل ما لديه هو من أميركا، وماذا جنى حتى الآن؟” كما ذكر لاريجاني أنه في عدوان تموز 2006، “حاولت كوندوليزا رايس أن تغير وجه الشرق الأوسط، ولكن أين هي الآن؟ وماذا فعلت؟”.
وأشار لاريجاني إلى أن “المحافظة على الشعب اللبناني ومقاومته هو أمر في عقولنا، وعلى الأطراف الأخرى أن تسعى لتحقيق ذلك”. وأضاف أن “ما يقوله الصهاينة له جوانب دعائية، لكن وعي قادة المقاومة بالنسبة إلينا هو محل ثقة كاملة”.
وفيما يتعلق بحزب الله، قال لاريجاني: “حزب الله حزب عاقل ومنطقي، وعنده قادة عقلاء وناضجون سياسيًا، ونحن نثق بهم وبقراراتهم”. ورفض إعطاء رأي شخصي حول مواضيع مثل وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن هذه الأمور تتعلق بالحكومة اللبنانية.
وعن مسودة المبادرة، قال لاريجاني: “يمكن في بعض نقاطها التوصل إلى حل في المستقبل، إذا لم تسعَ واشنطن وإسرائيل إلى العبث بها”، وأكد دعم إيران لأي قرار تتخذه المقاومة في لبنان، مشيرًا إلى أن “المقاومة ناضجة ولها فكر ناضج، وهي ليست بحاجة إلى أي نصيحة من أي كان، بل هم من يقدمون النصائح”.
وأكد لاريجاني أن الرسائل التي يحملها هي من قائد الثورة والجمهورية الإسلامية مباشرة، مشيرًا إلى أن “الهدف الرئيس من هذه الرسائل هو تقديم الدعم للمقاومة وللشعبين اللبناني والسوري”.
وفي ختام حديثه، كشف لاريجاني عن أنه “حمل رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس نبيه بري في لبنان، وسأترك لهما الإجابة عن مضمونها”.
وتزامن وصول لاريجاني إلى بيروت مع تسلم بري من السفيرة الأميركية ليزا جونسون، أمس الخميس، مسودة اتفاق مع لبنان يقترحه الأميركيون والإسرائيليون لوقف النار.
لاريجاني قال إن وجوده في لبنان ليس لنسف هذه المسودة أو الاتفاق أو أي أمر آخر، بل كل ما تريده إيران أن يكون ثمة حل في لبنان وستقف إلى جانبه أيا تكن الظروف.
ووصل كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني في وقت سابق اليوم الجمعة إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين.
وتوجه لاريجاني للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في السرايا الحكومي في بيروت.
ووصل لاريجاني إلى لبنان قادما من سوريا حيث التقى الرئيس بشار الأسد، وبحثا الهجمات الإسرائيلية على سوريا ولبنان وغزة.