“أزمةٌ” تُربك العدو الإسرائيلي في مواجهة ح ز ب الله
“أزمةٌ” تُربك العدو الإسرائيلي في مواجهة ح ز ب الله
يعاني الجيش الإسرائيلي من أزمة عميقة في صفوف قوات الاحتياط، انعكست بشكل واضح على الأداء العسكري في كل من قطاع غزة وجنوب لبنان، حيث تكشف التقارير عن تراجع غير مسبوق في أعداد المتقدمين للخدمة الاحتياطية، ما يلقي بظلاله على قدرته على إدارة عملياته الميدانية وتعزيز الضغط على خصومه، لا سيما حزب الله.
سلّط المراسل العسكري لصحيفة “معاريف”، آفي أشكنازي، الضوء على معضلة خطيرة يواجهها الجيش الإسرائيلي تتمثل في تقلص أعداد جنود الاحتياط المتاحين، ما يؤثر مباشرة على العمليات العسكرية، خصوصًا في شمال فلسطين المحتلة وجنوب لبنان.
وأشار أشكنازي إلى أن “الجيش الإسرائيلي يدرك أن الضغط العسكري على حزب الله سيتضرر، وكذلك إمكان التوصل إلى تسوية”.
وأفاد المراسل بأن الجيش استدعى في وقت سابق أربع فرق عسكرية احتياطية للحرب على لبنان، غير أن العديد من ألوية الاحتياط أعيدت إلى منازلها لتجديد النشاط، مع استمرار القتال بوتيرة أقل.
وأكدت مصادر عسكرية أن 3% فقط من الإسرائيليين ينتمون إلى قوات الاحتياط، ونصفهم فقط مقاتلون، مما يعني أن أقل من 1% من السكان يتحملون عبء القتال.
تحدث جنود في لواء “غولاني” إلى المراسل عن الصعوبات التي يواجهونها، قائلين: “الناس هنا ينهارون ماليًا، والمصالح التجارية تتضرر، ولدينا مشاكل في المنازل والعمل. جئنا بروح تنفيذ المهمة، ولكن الحكومة لا تهتم حقًا بنا”.
ووفقًا لتقارير صحيفة “هآرتس”، فإن ثلث قتلى الحرب الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول 2023 هم من قوات الاحتياط، مع الإشارة إلى أن 54% من جنود الاحتياط خدموا أكثر من 100 يوم. وأضافت الصحيفة أن الخسائر في صفوف الضباط الشبان، مع مقتل 63 قائد سرية، أثرت بشكل مباشر على الكفاءة القيادية للجيش.
في تطورات ميدانية، قتل صباح اليوم الأحد جندي من قوات الاحتياط، الرقيب أول إيدان كنعان (21 عامًا)، في معارك شمال غزة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي. كما شهدت الأيام الأخيرة مقتل عدد من جنود الاحتياط في لبنان وغزة، بما في ذلك 6 جنود من لواء “غولاني”.
أفادت “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي قرر هذا الشهر تقليص مدة خدمة الاحتياط من 20 أسبوعًا إلى 9 أسابيع، نتيجة الانخفاض في أعداد المتقدمين للخدمة. وأوضحت الصحيفة أن هذا التراجع، الذي يتراوح بين 15% و25%، أثر على قرارات الجيش العملياتية في غزة ولبنان.
تُعد قوات الاحتياط جزءًا أساسيًا من القوة البشرية للجيش الإسرائيلي، حيث تضم أكثر من 465 ألف جندي، منهم 360 ألفًا استُدعوا بعد عملية “طوفان الأقصى” في تشرين الأول 2023. وتواجه إسرائيل تحديات كبيرة في الحفاظ على جاهزية هذه القوات وسط انتقادات داخلية بشأن كيفية إدارة الحكومة للأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها الجنود.
في ظل استمرار تراجع أعداد الاحتياط والخسائر المتزايدة، تتزايد التساؤلات حول قدرة الجيش الإسرائيلي على الحفاظ على زخم عملياته في لبنان وغزة. ويرى مراقبون أن هذا التراجع قد يفتح المجال أمام خصوم إسرائيل، مثل حزب الله، لاستغلال هذه الثغرات وإعادة ترتيب أولويات المواجهة