“قيادة العدو الإسرائيلي تدعو إلى إنهاء الح ر ب في لبنان
“قيادة العدو الإسرائيلي تدعو إلى إنهاء الح ر ب في لبنان
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية أن القيادة العسكرية في إسرائيل تعتبر أن الجيش قد أنهى “المهمة” التي حددتها القيادة السياسية في جنوب لبنان، حيث يسعى الآن إلى “الحفاظ على إنجازاته العسكرية”، وسط ترقب للتوصل إلى تسوية سياسية تجنب إسرائيل التورط في “الوحل اللبناني”.يأتي ذلك في ظل التباين بين الجدول الزمني العسكري المتسارع والقرارات السياسية التي تُتخذ بوتيرة أبطأ.وبحسب الصحيفة، يعتمد الجيش الإسرائيلي على أسلوب التعتيم الإعلامي في إدارة العمليات البرية في جنوب لبنان بهدف إرباك قوات حزب الله التي لا تزال تحتفظ بقدرات قتالية.
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن توسيع عملياته البرية في جنوب لبنان، إلا أن القوات الكبيرة التي حشدها على الجبهة الشمالية تنفذ عمليات “محدودة” في قرى جنوب لبنان ضمن نطاق الكيلومتر الرابع والخامس من الحدود.
ووفقًا لمصادر في الجيش الإسرائيلي، أكملت قيادة المنطقة الشمالية مهمتها التي كُلّفت بها منذ حوالي أسبوعين، والتي كانت تتعلق “بإزالة تهديد تسلل قوات وحدة ‘الرضوان’ التابعة لحزب الله إلى منطقة الجليل”.
في محاولة لرفع معنويات الجنود وتهدئة الجبهة الداخلية، ينشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو تحمل رسائل مماثلة في لبنان وغزة. تشمل هذه الرسائل عبارات مثل “الجيش الإسرائيلي لا يتعب”، التي وجهها رئيس الأركان هرتسي هاليفي إلى الجنود في غزة، و”لم تنفد قوتنا”، كما قال قائد كتيبة 51 من لواء غولاني في جنوب لبنان.
وأشارت القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى أن الهدف العسكري الحالي في جنوب لبنان هو “الحفاظ على الإنجازات”، واستهداف منصات إطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التابعة لحزب الله، التي تهدد مناطق مثل حيفا والكرمل.
ومنذ بدء العمليات البرية قبل نحو شهر ونصف، قُتل 68 جنديًا ومواطنًا إسرائيليًا، مقارنةً بخسائر قد تصل إلى نحو 25 ضعفًا في الجانب اللبناني، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي التي أوردتها الصحيفة.
وتتقدم القوات الإسرائيلية في “خط القرى الثاني”، مع تجنب اجتياح المدن الكبرى مثل مرجعيون وبنت جبيل. وفي هذا الصدد، تشدد المصادر العسكرية على أن الوضع الحالي يُعد “مثاليًا” من حيث الإنجازات العسكرية، رغم التحديات التي تصاحب العمليات طويلة الأمد وسط ظروف شتوية قاسية متوقعة. وتعمل قيادة الجيش الإسرائيلي على تشجيع الحكومة للوصول إلى تسوية تُوقف إطلاق النار في لبنان، مما يتيح البدء بإعادة إعمار البلدات الإسرائيلية الحدودية وإعادة السكان إلى منازلهم، وذلك بعد “إنجاز المهمة العسكرية”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية قولهم: “القرى الشيعية في جنوب لبنان، مثل تقيح، يمكن العبث بها لسنوات بواسطة جنود غولاني وألكسندروني، ولكننا في أفضل نقطة الآن من حيث الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش الإسرائيلي”.
وفي سياق متصل، فوجئت القيادات العسكرية في إسرائيل بتقرير أميركي يفيد بأن الحكومة الإسرائيلية قد تنتظر حتى وصول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، لتقديم “هدية” له تتمثل في وقف إطلاق النار في لبنان.
وفي الوقت نفسه، تحذر القيادات العسكرية من تداعيات استمرار العمليات البرية في جنوب لبنان في ظل الطقس الشتوي القاسي، ويجتهدون لتجنب “الغوص في الوحل اللبناني” في شتاء غير مخطط له، بعد 14 شهرًا من المعارك على مختلف الجبهات.
كما اعتبرت الصحيفة أن “نهاية الحرب في الشمال” والانتقال إلى حرب طويلة الأمد قد تستمر لسنوات في قطاع غزة، سواء تم الإفراج عن الرهائن أم لا، ستشكل نهاية الحرب الطويلة التي كانت الحكومة تأمل في إطالتها. وسيؤدي ذلك، وفقًا للتقرير، إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وهي خطوة تخشى منها حكومة بنيامين نتانياهو، وقد تشمل أيضًا الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ما يعكس التباين بين الجدول الزمني للجيش الذي يسعى لتحويل “إنجازاته العسكرية” إلى واقع أمني واستراتيجي جديد، وبين القيادة السياسية التي تسعى لإطالة أمد الحرب.
وقالت الصحيفة إن “التوقيت العسكري لم يعد متناسقًا مع التوقيت السياسي البطيء الذي يطمح إلى حرب مستمرة”. وتساءلت: “هل سيتمكن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، من كشف هذه الحقيقة للجمهور؟”.
في ظل هذه العمليات البرية، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية على لبنان. ففي نهاية الأسبوع الماضي، تم تنفيذ حوالي 200 غارة استهدفت مبانٍ متعددة الطوابق ومواقع في بيروت وضاحيتها الجنوبية ومدن ساحلية أخرى جنوب العاصمة، بالإضافة إلى مناطق في جنوب لبنان.
أما بالنسبة للعمليات البرية، فيعتمد الجيش الإسرائيلي على تنفيذ هجمات محددة تستهدف القرى الحدودية، حيث تُنفذ الهجمات بتشكيلات عسكرية كبيرة يشارك فيها فريق أو اثنان من الفرق القتالية اللوائية، وتستمر لعدة أيام (من خمسة إلى ستة أيام تقريبًا)، قبل الانسحاب السريع لتجنب التمركز المفرط.
من الممكن أن تعود القوات الإسرائيلية إلى البلدة التي نفذت فيها عمليات سابقة بهدف نسف وتدمير المباني. وبحسب التقرير، قد يتجاوز عدد المنازل والمباني التي دمرها الجيش الإسرائيلي في القرى اللبنانية القريبة من الحدود عدة آلاف، مما يعني أن مئات الآلاف من اللبنانيين “سيجدون أنفسهم بلا مأوى”.
وتدعي قيادة الجيش الإسرائيلي أن نسبة الإصابات بين الجنود في المواجهات مع حزب الله كانت محدودة، حيث انتهت معظم المواجهات في أكثر من 200 اشتباك مسلح مباشر مع مقاتلي حزب الله “دون خسائر بشرية كبيرة”.