تهديد فتصعيد غير مسبوق فاتفاق
يُرتقب ما سيؤول إليه تهديد المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين بالانسحاب من الوساطة في حال لم تستجب تل أبيب إيجابيا مع اقتراح وقف إطلاق النار. وتضغط واشنطن بقوة لافتة لفرض تراجع إسرائيل عن المماطلة، تمهيدا لتوقيع اتفاق متدرّج لإنهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وكان هوكستين التزم الصمت منذ عودته من تل أبيب إلى واشنطن، في دلالة إلى تعثّر مسعاه نتيجة مماطلة تل أبيب، وهو ما بدا واضحا في تدرّج الذرائع الإسرائيلية لعدم الإجابة عن المقترح الأميركي:
١-تارة بحجة عدم الموافقة على ضم فرنسا إلى لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق الهدنة المتبلور مع لبنان، بسبب مجموعة ممارسات فرنسية أزعجت إسرائيل في الآونة الأخيرة، وفي مقدمها انضمام القاضي الفرنسي في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إلى بقية القضاة ليصدروا بالإجماع قرارهم إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
٢-وطورا بفعل إصرار تل أبيب على حرية الحركة وعلى تعديل الحدود البرية مع لبنان، والأمران سبق للمفاوض اللبناني أن رفضهما بالصيغة الأولية التي أتى بها هوكستين إلى بيروت.
الظاهر حتى الآن أن تهديد هوكستين نجح في ليّ ذراع نتنياهو، لكن ليس بالدرجة التي تؤدي إلى اتفاق سريع. ففي حين ذكرت المعلومات الإسرائيلية أن تل أبيب منحت الموفد الأميركي الضوء الأخضر لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار، وأنها حصلت على ضمانات أميركية في ما خصّ حرية الحركة، وأن نتنياهو في صدد وضع آلية لتقديم الإتفاق إلى الجمهور الإسرائيلي، نفى هوكستين شخصيا وجود هكذا ضوء أخضر.
ويُخشى أن يتعمّد نتنياهو في الساعات المقبلة تصعيدا عسكريا غير مسبوق، سواء لتمرير الاتفاق أو لتبرير رفضه أمام الجمهور.
وكانت المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي بلغت أمس مستوى عال من التصعيد، عُدّ أنه بمثابة عضّ أصابع في سياق تعثّر المفاوضات ومحاولة إعلاء الشروط والشروط المضادة ومراكمة أوراق القوة.
وأعاد الحزب في الساعات الأخيرة تفعيل معادلة تل أبيب في مقابل بيروت باستهدافه وسط إسرائيل ردا على مجزرة البسطة في وسط بيروت، في وقت يخوض فيه الطرفان مواجهات برية عنيفة عند محور الخيام التي لم يتمكّن الجيش الإسرائيلي حتى الآن من السيطرة عليها، بينما اشتدت وتيرة الاشتباكات على محور شمع – طيرحرفا. وليلا نفّذ الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية والحدث وشويفات العمروسية والشياح.