اخبار محلية

صرخة “موجعة” تتطلب تحركًا فوريًا

صرخة “موجعة” تتطلب تحركًا فوريًا

مع دخول لبنان فصل الشتاء تحت تأثير منخفض جوي شديد البرودة، تراجعت درجات الحرارة بشكل كبير، حيث انخفضت حوالي 10 درجات مئوية في أقل من 24 ساعة. هذا التغير المفاجئ كشف عن هشاشة أوضاع النازحين اللبنانيين، خصوصًا في مراكز الإيواء التي تقع في مناطق مرتفعة عن سطح البحر.

في مراكز الإيواء في البقاع، وعلى ارتفاع يزيد عن 500 متر، تعيش آلاف العائلات ظروفًا قاسية وسط غياب شبه كامل لوسائل التدفئة. رنا، وهي نازحة تعيش مع عائلتها في أحد هذه المراكز، تروي لـ “ليبانون ديبايت” حجم المعاناة اليومية التي تواجهها. وتؤكد أنه حتى اللحظة لم يتم تشغيل أجهزة التدفئة (الشوفاجات) في المدرسة التي تأويهم، وأن الأغطية المتوفرة لا تكفي لتدفئة جميع أفراد عائلتها.

وأضافت: “معظم المراكز المجاورة لم تحصل بعد على مازوت التدفئة، بالرغم من وعود الحكومة”. وقالت بغضب: “أين هو المازوت الذي تحدث عنه وزير البيئة ناصر ياسين؟ متنا من البرد”.

وأشارت إلى أن “والدتها المسنّة تعاني من آلام شديدة في العظام نتيجة البرد القارس، وقد طالبت أكثر من مرة بسجاد لتدفئة أرض الغرفة دون استجابة”.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، دعت رنا “جميع المسؤولين والجمعيات الإنسانية إلى التحرك السريع لتقديم المساعدات العاجلة للمراكز في المناطق المرتفعة، خصوصًا في البقاع والشمال، حيث تُسجل درجات حرارة متدنية جدًا”.

رغم تصريحات وزير البيئة ناصر ياسين التي أكد فيها أن الحكومة تعمل على تأمين مازوت التدفئة لجميع المراكز التي تعلو عن 300 متر، إلا أن التنفيذ ما زال متعثرًا. ومع استمرار تأخر المساعدات، تتفاقم معاناة النازحين الذين باتوا يواجهون شتاءً قاسيًا بلا أدنى مقومات الحماية من البرد.

وعليه، هذه الأزمة الإنسانية تتطلب تحركًا فوريًا من السلطات المحلية والدولية والجمعيات الإغاثية، لضمان توفير التدفئة والاحتياجات الأساسية للعائلات النازحة، خصوصًا في ظل الشتاء الطويل الذي يهدد حياتهم وصحتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com