اليكم دور ترامب في إقناع إسرائيل بوقف النار مع ح ز ب الله
اليكم دور ترامب في إقناع إسرائيل بوقف النار مع ح ز ب الله
لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، الذي رعته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قائمًا. ورغم أن دور مبعوث بايدن، آموس هوكشتاين، كان حاسمًا في التوصل إلى الاتفاق، إلا أن هناك عدة عوامل أسهمت في تحقيقه.
من بين تلك العوامل: الإنجازات العسكرية الإسرائيلية، الاعتراف الضمني الإيراني بها، رغبة اللبنانيين في إنهاء الحرب، والتحرك الحاسم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وافق على الاتفاق رغم إدراكه معارضة بعض أعضاء ائتلافه ورؤساء البلديات في الشمال.
وكتب المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط، دنيس روس، في صحيفة “التايمز” البريطانية، أن بعض الإسرائيليين من اليمين المتشدد لم يخفوا تأكيداتهم على أن هناك فرصة للقضاء على حزب الله. إلا أن نتنياهو اختار وقف إطلاق النار، مدركًا أنه لا يمكن القضاء على الحزب بالكامل، بل يمكن فقط إضعافه. وتزامنت هذه الخطوة مع توقعات بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ما قد يكون لعب دورًا في قراره.
وأحرزت إسرائيل إنجازات عسكرية كبيرة، بما في ذلك القضاء على قيادة حزب الله، وتدمير 80% من صواريخه، وتفكيك جزء كبير من بنيته التحتية. وهذه الضربات كانت مدمرة لحزب الله ولإيران التي تعتبره “جوهرة التاج” في محور المقاومة.
إضافة إلى ذلك، فإن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، أزالت عقبة كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق.
وأدركت إدارة بايدن أن هذه الخطوة فتحت الباب أمام تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص على نزع السلاح جنوب الليطاني.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “معاريف” أن لا “الليكود” ولا منافسيه قادرين على تشكيل أغلبية انتخابية حاليًا، مما يجعل أي طرف في الحكومة الحالية غير مستعد للتوجه إلى انتخابات جديدة. وبناءً عليه، لا أحد في الحكومة الحالية لديه مصلحة في الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وهذا يشمل نتنياهو. ومن المؤكد أنه لا يريد أن تنهار الحكومة، ولكن لا وزير الأمن الوطني إيتامار بن غفير ولا وزير المال بتسلئيل سموتريش يريدان أن يُنظر إليهما على أنهما مسؤولان عن إسقاط حكومة يمينية دينية.
أما ترامب، الذي يُنظر إليه في إسرائيل كحليف قوي، فإنه يُريد إنهاء الحرب في غزة. ومن المرجح أن تؤثر مطالبه على قرارات نتنياهو، الذي قد يجد نفسه مضطرا للموازنة بين تحالفه الحكومي ومتطلبات العلاقة مع الولايات المتحدة.
وخلال ولاية ترامب الأولى، امتنع نتنياهو عن ضم الأراضي في الضفة الغربية، بعد إعلانه أن إسرائيل ستفعل ذلك في المناطق المخصصة لها كجزء من خطة ترامب للسلام، التي تم الكشف عنها في عام 2020.
ولذلك، قد يواجه نتنياهو قريبًا بعض الخيارات الصعبة: إما الإذعان لترامب والمخاطرة بائتلافه، أو رفض طلبه ومواجهة عواقب غير واضحة. ومع العلم أن أولوية نتنياهو كانت دائمًا تحييد إيران، فقد يقترح مقايضة: إذا اهتم ترامب بالبرنامج النووي الإيراني، فسيستجيب لما يطلبه منه فيما يتعلق بالفلسطينيين.
وفي النهاية، قد تكون موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار في لبنان هي التحدي الأسهل مقارنة بالخيارات الصعبة التي قد تواجهه قريبًا.