اخبار محلية

بودية: خطر يزحف لن يكون المسيحيون بمنأى عنه

بودية: خطر يزحف لن يكون المسيحيون بمنأى عنه

يتعاظم القلق حول عودة الصدام في سوريا ونشاط جماعات تكفيرية استطاعت أن تحتل حلب، فهل إن هذا الإرهاب سيدق أبواب لبنان، ومن سيتصدى له، لا سيما أن الجيش اللبناني يفتقر إلى التجهيزات وينشغل حالياً في الانتشار في جنوب لبنان تطبيقاً لوقف إطلاق النار؟

رئيس تحرير “شبكة مرايا الدولية”، فادي بودية، يوضح أنه “منذ ما يقارب الشهرين برزت تحركات لـ”داعش” داخل الحدود الشمالية لسوريا، والتي هي في الأصل متواجدة هناك بمعنى أن “داعش” لم تنتهِ من تلك المنطقة ولا زالت موجودة وهي تُدار من قبل الاحتلال الأميركي في سوريا”، ويلفت هنا إلى أنه “كانت هناك محاولات من أجل تقزيم سوريا، بحيث تكون هذه المناطق التي تخضع لسيطرة ما يسمى بالمعارضة، وهم جماعات إرهابية، مكاناً لإقامة حكومة مختلفة ونظام سياسي مختلف، كما أنهم أيضاً كانوا يتعاملون بعملات مختلفة عن العملة السورية في بعض الأحيان”.


انطلاقاً من ذلك، يرى بودية أن “هذه العوامل جُهزت لتكون أرضية سهلة لمحاولة إعادة الفوضى داخل سوريا”، معتبراً أن الإرهابيين هم أهم أدوات الكيان الإسرائيلي في المنطقة. وبعد انتهاء الحرب في لبنان، كان هناك تهديد واضح من رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسوريا، حيث كان كلامه واضحاً ولا لبس فيه، مما ساهم في فتح الحرب بشكل سريع.

ويشير إلى أنه “مؤخراً كانت هناك زيارة للرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا، والتقى خلالها الرئيس بوتين. وكان أحد أهم محاور هذه الزيارة غير المعلنة هو هذا التحرك الإرهابي الذي رصدته القوات الروسية وكانت على علم به”.

ويؤكد أنه “كانت هناك تحركات روسية في هذا الإطار بعيدة عن الإعلام. روسيا، منذ اللحظة الأولى، تشارك في العمليات إلى جانب الجيش العربي السوري في ضرب مواقع الإرهابيين من خلال الغطاء الجوي الذي تؤمنه. وحتى الضربة التي وُجهت إلى الجولان كانت ضربة روسية”.

وبما أن الروس كانوا على علم بالتحضير لأرضية المواجهة، لماذا لم تستبق القوات السورية الأمر؟ يوضح أنه “لم يكن هناك هجوم إرهابي في ذلك الوقت. فهم في الأساس متواجدون في تلك المناطق، لكن لم يكن هناك قرار بعمليات ضدهم أي ليس هناك من توقيت مناسب. فهم متواجدون في إدلب وفي بعض مناطق حلب، وكانوا خلايا نائمة. وهذا الأمر غير بعيد كلياً عما يحصل في لبنان وفي العراق. وهذه الخلايا النائمة، وبسبب تراجع قدرتها على اتخاذ القرار والقيام بعمليات كما كان يجري منذ عام 2011، قررت أن تكون خلايا نائمة جاهزة للتحرك فور صدور الأمر الإسرائيلي والأميركي. وبعد صدور الأمر في سوريا، تحركت هذه الخلايا الإرهابية”.

وهل هناك خلايا إرهابية نائمة في لبنان؟ يؤكد هذا الأمر، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية ترصد وتتابع هذه التحركات بشكل دقيق. وفي حال كان هناك قرار بتحريك هذه الخلايا، فسنشهد في لبنان خلايا متحركة ولن تعود نائمة، بمعزل عن قدرة الأجهزة الأمنية في لبنان وعن قدرة المقاومة في صد هذه الخلايا والإطباق عليها.

ويلفت إلى أن الجيش العربي السوري والقوات الروسية وقوات الحشد الشعبي جميعهم قوات يتشاركون في هذه المعركة إلى جانب القوات الإيرانية. كما أن وزير الخارجية الإيراني متواجد في سوريا لتقديم كل الدعم المطلوب والتأكيد على وقوف إيران إلى جانب سوريا في هذه المواجهة مع الإرهابيين. أما في موضوع التركي، فعلينا التأكيد على مسألة أساسية: تركيا وإيران وروسيا جهات ضامنة في منصة أستانا لخفض التهديد والتوتر. وبالتالي، زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق ثم إلى أنقرة تعني إعادة محاولة التنسيق لضمان عدم لعب أي دور تركي كما كان في السابق.

ويشدد على أن هذه الجماعات تتحرك بأوامر أميركية إسرائيلية، مشيراً إلى وجود ضباط بريطانيين يساعدون في تدريب هؤلاء. وقد انتشر فيديو في هذا الإطار لضابط بريطاني يدرب بعض الجماعات الإرهابية. لذلك، يرجح أننا مقبلون على فترة فيها تصعيد إرهابي في المنطقة في سوريا. ولا ندري إذا كان سيتم استهداف العراق، ولكن طالما تُستهدف سوريا، فإن العراق ولبنان مهددان.

ويرد على من يريد الحياد وعزل لبنان عن المنطقة بأنه لا يمكن ذلك، فمن يحضر أعمالاً إرهابية في سوريا لا يقول إن لبنان أو العراق ليس لهما علاقة. فهذه منطقة متصلة ومصيرها واحد. وما يحصل في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان هو أمر واضح وبالغ الأهمية. وهؤلاء الإرهابيون وضعهم متصل بإسرائيل، فهم رفعوا شعارات إسلامية طيلة فترة تحركاتهم، لكن لم نر منهم موقفاً واحداً تجاه ما جرى ويجري في غزة.

ويخشى من السيناريو المقبل في حال، لا سمح الله، انتصر الإرهابيون، لأن هذا المشروع الإرهابي سيتمدد وبالتأكيد لبنان لن يكون بآمان.

من يحمي لبنان؟ فهل لدى الجيش اللبناني السلاح والقرار لحماية لبنان في وجه هذه الهجمة التكفيرية الإرهابية في حال تمددت إلى لبنان؟ ففي سوريا اليوم هناك الإيراني والروسي والسوري والعراقي لصد هذه البربرية الإرهابية. أما في لبنان، فمن سيحمي هذا البلد؟

والسؤال الثاني، برأيه، وهو الأهم: “هل يعتقد أحد في لبنان من المسيحيين أنه سيكون بمنأى عن الإرهاب التكفيري؟” فالجميع شاهد ما حصل في دير ميماس، وعلينا التعلم من هذه التجربة. فالإسرائيلي، في حال دخل إلى لبنان، لن تكونوا بمأمن، وعداؤه مع المسيحية أكبر من عدائه مع المسلمين.

ويشدد على أن الإرهاب التكفيري، إن دخل إلى لبنان، يجب أن يعلم هؤلاء من خلال تجارب ما حصل في معلولا وفي كثير من المناطق أنهم لن يكونوا بمنأى عنه، حتى إن كانت بعض الزعامات تمتدح الجماعات التكفيرية.

ولكنه يؤكد أنه في حال تمدد الإرهاب إلى لبنان، فالمقاومة كما كانت جاهزة دائماً للدفاع عن لبنان، هي جاهزة مجدداً للدفاع عنه، وهذه الأمور ستحكى بوقتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com