اخبار محلية

القرم يربُط بين المساعدات الدولية وانتهاء الح ر ب

القرم يربُط بين المساعدات الدولية وانتهاء الح ر ب

أكد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال، جوني القرم، أن لبنان يمر بمرحلة سياسية حساسة، مشيراً إلى أن البلاد شهدت دعماً دولياً غير مسبوق لقرار وقف إطلاق النار، حيث أيدت 161 دولة هذا القرار، مما يمثل موقفاً استثنائياً في تاريخ الأزمة اللبنانية. وأوضح القرم أن إسرائيل ما تزال تتصرف دون ضوابط.

وفي حديثه لقناة “سبوتنيك”، أضاف القرم أن مجلس الوزراء ناقش في الفترة الأخيرة آلية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافق عليه الأمين العام السابق لحزب الله، السيد حسن نصرالله، قبل استشهاده. وطرح القرم تساؤلاً عن سبب الدمار الكبير الذي لحق بلبنان، مشيراً إلى أن البلد عاد إلى آلية تنفيذ اتفاق تم توقيعه منذ عام 2006. كما شدد على أن الحكومة لم تتوقف عن العمل السياسي رغم الظروف الصعبة، بما في ذلك غياب بعض الأطراف السياسية عن جلسات مجلس الوزراء.

وأشار القرم إلى أن النقاشات السياسية في مجلس الوزراء كانت تدور حول آلية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم منذ 18 عاماً، بحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي شارك في النقاشات حول إعادة انتشار الجيش في الجنوب. ونفى القرم الأخبار المتداولة عن حدوث مشادات كلامية في مجلس الوزراء، مؤكداً أن الاتفاقية المبرمة قبل 18 عاماً لا تزال قائمة، وطالب العالم بالتحلي بالضمير في ظل مشاهد الدمار في لبنان.

وفي سياق آخر، أوضح القرم أن هناك ترقباً في البلاد لمعرفة ما إذا كانت الحرب قد انتهت فعلاً، في ظل الانتهاكات المستمرة من قبل إسرائيل. كما اعتبر أن مراقبة مسار المساعدات سيكون العامل الأساسي في تحديد ما إذا كانت الحرب قد انتهت.

وفيما يخص الأضرار التي لحقت بقطاع الاتصالات، كشف القرم أن التقديرات الأولية لأضرار القطاع بلغت حوالي 117 مليون دولار، مع تباين في الأرقام بين 88 و117 مليون دولار. وأوضح أن 30% من الأضرار كانت في شبكة الهاتف الثابت، مؤكداً أن الوضع في قطاع الاتصالات في لبنان غير كافٍ لمواجهة الظروف الطارئة بسبب غياب مشاريع كبيرة مثل مشروع “الفايبر أوبتيكس”.

كما تحدث القرم عن الأضرار التي لحقت بشبكات الهواتف المحمولة، حيث تضررت محطات كبيرة لشركتي “تاتش” و”ألفا”. وأوضح أن شركة “تاتش” سجلت 190 محطة معطلة قبل وقف إطلاق النار، وتم إصلاح 126 منها خلال أسبوع، بينما شركة “ألفا” سجلت 141 محطة معطلة وتم إصلاح 79 منها. وأكد أن 62 محطة من محطات “ألفا” و64 محطة من محطات “تاتش” لا تزال خارج الخدمة. وأشار إلى أن 30 ألف مشترك من أصل 700 ألف في شركة “تاتش” لا يزالون يعانون من انقطاع الإنترنت.

وكشف عن خطة عاجلة لتأمين خدمة الإنترنت في المناطق المتضررة باستخدام محطات لاسلكية جديدة بفضل هبة من الصين، حيث سيتم تركيب 250 محطة في المرحلة الأولى، مع خطة لزيادة العدد إلى 385 محطة في المرحلة الثانية. وأوضح أن قطاع الاتصالات الخليوي أفضل مادياً من القطاع الأرضي، حيث تمكنت شركات الاتصالات من التفاوض مع شركات التأمين لتغطية الأضرار.

وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، أكد القرم أن الحكومة اللبنانية ستعقد جلسة في مدينة صور الجنوبية يوم السبت المقبل لمناقشة خطة إعادة الإعمار والإصلاحات المطلوبة، مشيراً إلى أن الحكومة تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية من الدول الصديقة لدعم لبنان في هذه المرحلة الصعبة.

كما أشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها الفرق الفنية العاملة في مجال إصلاح شبكة الاتصالات، مؤكداً أن العمل جارٍ على قدم وساق لإعادة تأهيل الشبكات المتضررة، وأن هذه الفرق تعرضت لمخاطر كبيرة أثناء أداء واجبها، حيث استشهد بعض أعضائها في الميدان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com