الأسد يغادر سوريا… واحتفالاتٌ تعمّ العاصمة
في تطور دراماتيكي وغير مسبوق، أعلنت الفصائل السورية المسلحة فجر اليوم الأحد أنها دخلت العاصمة دمشق، بعد ساعات قليلة من إعلانها السيطرة الكاملة على مدينة حمص ثالث أكبر مدينة سورية.
مع دخول قوات المعارضة إلى العاصمة، بدأ السوريون في شوارع دمشق الاحتفالات الكبرى، حيث تجمع الآلاف في ساحة الأمويين، وهم يهتفون “بشّار هرب يا عالم.. سقط بشار” وسط مشاهد من الفرح العارم.
وشهدت ساحة الأمويين في قلب دمشق احتفالات حاشدة بعد انتشار الأنباء عن مغادرة الرئيس بشار الأسد إلى وجهة غير معلومة. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن العديد من السوريين تجمعوا في الساحة على متن سياراتهم أو سيرًا على الأقدام، مرددين هتافات فرحًا بنهاية حكم الأسد، في وقت كانت تسيطر فيه الفصائل المسلحة على معظم مناطق العاصمة.
وقال شهود عيان إن الحشود كانت تملأ الشوارع الرئيسية وتلوح بالأعلام وتردد الهتافات الشعبية المؤيدة للمعارضة.
في وقت سابق من اليوم، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر البلاد عبر مطار دمشق الدولي، وهو ما أكده عدد من الضباط السوريين الذين تحدثوا لوكالة “رويترز”.
وأشارت التقارير إلى أن الأسد غادر سوريا على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة في الساعة العاشرة من مساء السبت. كما أفاد إعلام حكومي سوري أن جميع الرحلات الجوية تم تعليقها وأن مطار دمشق الدولي قد تم إخلاؤه بالكامل من قبل القوات الأمنية.
وفي تطور آخر، أكدت الفصائل المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن أبواب سجن صيدنايا العسكري الواقع قرب دمشق قد فُتحت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، ليتم إطلاق سراح آلاف المعتقلين. يعد سجن صيدنايا من أكبر السجون العسكرية في سوريا، ويُحتجز فيه مئات المعتقلين السياسيين من معارضي النظام. وقد كانت عملية فتح أبواب السجن بمثابة خطوة رمزية هامة للمعارضة، خاصة وأنه يمثل أحد أكثر الرموز القمعية في عهد الأسد.
مصادر ميدانية أكدت أن قوات الجيش السوري قد بدأت الانسحاب من العديد من المواقع العسكرية داخل دمشق بعد أن تم إبلاغ الجنود بأنهم قد تم تسريحهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذا الانسحاب جاء بعد الهجوم المكثف الذي شنته الفصائل المسلحة على المدينة، والذي أسفر عن السيطرة على مواقع هامة داخل العاصمة.
قبل ساعات من دخول الفصائل المسلحة إلى دمشق، كانت قد سيطرت على مدينة حمص، مما أتاح لها فتح الطريق نحو العاصمة. وعززت الفصائل المسلحة تواجدها في مناطق عدة من دمشق، بما في ذلك الأحياء الجنوبية والغربية التي كانت تحت سيطرة القوات الحكومية. كما بدأت الفصائل بالتقدم نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون السوري لإذاعة بيان النصر على الرئيس السوري بشار الأسد.
مع انتشار أنباء مغادرة الأسد، سادت حالة من الفوضى في بعض مناطق دمشق، حيث شوهدت أعداد كبيرة من السكان تتنقل بين الأحياء، وتزدحم الشوارع بالناس الذين خرجوا للاحتفال. ورغم تراجع القوات الحكومية، إلا أن الوضع الأمني في العاصمة ظل غير مستقر مع تزايد الاشتباكات بين الفصائل المسلحة والقوات الحكومية في بعض المناطق.
هذه التطورات تأتي في وقت تشهد فيه سوريا تحولًا دراماتيكيًا في موازين القوى، حيث بدأت الفصائل المسلحة في تحقيق انتصارات متتالية على الأرض، مما دفع النظام السوري إلى التراجع بشكل تدريجي. وفي الأسبوعين الأخيرين، تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على العديد من المدن الرئيسية مثل درعا والسويداء والقنيطرة، ثم توجت هذه الانتصارات بسيطرة كاملة على حمص، مما جعل دمشق تحت مرمى النيران.