عبر التلفزيون الرسمي… فيديو يوثق لحظة إعلان “تحرير دمشق”
أعلنت فصائل من المعارضة السورية، اليوم الأحد، عن “تحرير مدينة دمشق وإسقاط نظام بشار الأسد”، وذلك في بيان مقتضب بث عبر التلفزيون الرسمي.
وجاء البيان على لسان فصيل مسلح يعرف باسم “فتح دمشق”، الذي أكد أن الفصائل تمكنت من السيطرة على العاصمة السورية بعد سلسلة من الانتصارات العسكرية التي حققتها في مختلف المدن السورية الكبرى.
وأوضح البيان الذي نُشر عقب سيطرة الفصائل على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين وسط دمشق، أن “جميع المعتقلين قد تم إطلاق سراحهم”، داعياً إلى “الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية الحرة” و”ضمان أمن المواطنين”.
وأضاف البيان أن “دمشق اليوم حرة، والشعب السوري بدأ عصرًا جديدًا بعد أكثر من خمسة عقود من القمع والاستبداد”.
وقد أكد أحد قادة الفصائل المسلحة، خلال تصريحاته، أن “الحقبة السوداء التي استمرت في سوريا قد انتهت”، مشيرًا إلى أن سقوط نظام الأسد يعد “بداية عهد جديد” في تاريخ البلاد، الذي سيتسم بالحرية والعدالة.
وتابع القائد، “اليوم يبدأ السوريون صفحة جديدة، حيث سيكون للمواطن السوري الحق الكامل في تقرير مصيره بعيدا عن الطغيان”.
وتميز اليوم الأحد بتطورات ميدانية كبيرة، حيث تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على أجزاء واسعة من العاصمة دمشق بعد تقدم سريع في مختلف المدن السورية، كان أبرزها سيطرة المعارضة على مدينة حمص ومدن أخرى في غرب سوريا، ما سهل لها الوصول إلى قلب العاصمة.
هذا وقد شهدت العاصمة دمشق حالة من الفوضى العارمة، مع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة، فيما تم تأكيد مغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، وسط أنباء عن انسحاب القوات الأمنية من عدة مناطق استراتيجية.
كما لقي البيان الصادر عن فصائل المعارضة تفاعلاً واسعًا من السوريين في الداخل والخارج، حيث انطلقت الاحتفالات في العديد من المدن السورية والمناطق الحدودية، فيما عبر العديد من الناشطين عن دعمهم لهذا التحول السياسي المفاجئ في البلاد. وظهرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تجمعات ضخمة في ساحة الأمويين بدمشق، حيث رفع المتظاهرون الأعلام السورية الجديدة واحتفلوا بإسقاط نظام الأسد.
تشهد سوريا منذ أكثر من 13 عامًا حربًا دموية بين نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية، التي تطورت لاحقًا إلى صراع متعدد الأبعاد، حيث تدخلت قوى إقليمية ودولية لدعم الأطراف المتصارعة. ورغم أن الأسد تمكن من البقاء في السلطة بفضل الدعم العسكري والسياسي من روسيا وإيران، إلا أن السيطرة التي حققتها الفصائل المعارضة في الآونة الأخيرة تمثل نقطة فارقة في مسار النزاع السوري.
وتعد سيطرة الفصائل على دمشق تتويجًا لسلسلة انتصارات عسكرية حققتها المعارضة في مناطق أخرى من البلاد، ما يجعلها اليوم أمام تحديات كبيرة في إدارة المرحلة الانتقالية وتثبيت أركان السلطة الجديدة.