حكاية سقوط أسماء الأسد: من الرفاهية في لندن إلى عزلة روسيا
ترجمة “ليبانون ديبايت”
نشرت صحيفة تلغراف مقالًا للكاتب مارتن فليتشر تناول فيه تفاصيل المصير المأساوي لأسماء الأسد، التي كانت تُعرف بأنها رمز للتمكين النسائي وسوريا المكافئة للأميرة ديانا، قبل أن تتحول إلى شخصية منبوذة دوليًا وزوجة لرئيس مسؤول عن مئات الآلاف من الوفيات. أسماء، التي وُلدت في بريطانيا وتعلمت في مدارس مرموقة، كانت أمامها فرصة للعيش حياة مترفة في إنجلترا، لكنها اختارت “صفقة مع الشيطان” عندما تزوجت بشار الأسد في عام 2000.
الآن، تجد أسماء نفسها، البالغة من العمر 49 عامًا، في المنفى بروسيا مع أطفالها الثلاثة بعد سقوط نظام زوجها على يد تحالف المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام”. رغم أنها تحمل جواز سفر بريطانيًا، تبدو العودة إلى لندن مستحيلة تقريبًا. فهي، إن عادت، ستُضطر إلى ترك زوجها الذي سيُعتقل فور وصوله إلى الأراضي البريطانية. كما أنها قد تواجه بنفسها اعتقالًا، خاصة بعد أن فتحت شرطة العاصمة البريطانية تحقيقًا أوليًا في عام 2021 يتهمها بتحريضها على جرائم حرب ارتكبها النظام السوري.
وُلدت أسماء الأسد في لندن لأسرة سورية من حمص. والدها فواز الأخرس طبيب قلب بارز، ووالدتها سحر الأخرس دبلوماسية سورية سابقة. نشأت في حي ميسور في غرب لندن، ودرست في كلية كوينز ثم حصلت على شهادة في علوم الحاسوب من كلية كينغز. بدأت حياتها المهنية في مجال التمويل، حيث عملت في بنوك عالمية مثل دويتشه وجي بي مورغان، متنقلة بين لندن وباريس ونيويورك.
التقت ببشار الأسد في لندن عندما كان يدرس طب العيون، وتزوجا بعد أن أصبح رئيسًا لسوريا في عام 2000. في البداية، عُرفت بمبادراتها التقدمية ودورها كوجه متطور لسوريا على الساحة الدولية، حيث استضافت قادة عالميين وزوجاتهم وحضرت مناسبات دولية. لكن اندلاع الثورة السورية عام 2011 كشف الوجه الحقيقي للنظام وأدى إلى حرب أهلية مدمرة استمرت لأكثر من عقد.
رغم محاولات البعض وصفها بأنها ضحية للنظام، تكشف رسائل بريد إلكتروني مسربة أنها كانت تعيش حياة مترفة أثناء الحرب، حيث أنفقت مبالغ كبيرة على الكماليات بينما كان الشعب السوري يعاني من القصف والجوع. مع الوقت، أصبحت أسماء وجهًا علنيًا داعمًا للنظام، وظهرت مع جنود النظام وأسرهم، وأدلت بتصريحات تبرر أفعال زوجها.
فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على أسماء الأسد، واتهموها باستخدام جمعيات خيرية كغطاء لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية. ومع تدهور أوضاعها الصحية، بما في ذلك تشخيصها بسرطان الدم في مايو الماضي، تجد أسماء نفسها في مواجهة مستقبل غامض بعد الإطاحة بزوجها.
في حي طفولتها في أكتون بلندن، تظهر علامات الإهمال على منزل عائلتها. لم يرَ الجيران والدتها منذ جائحة كورونا، بينما شوهد والدها يقود سيارته مغادرًا المنزل قبل سقوط النظام بأيام. وصف الجيران علاقتهم بالعائلة بأنها متوترة، مشيرين إلى أن رحيلهم سيشكل “راحة كبيرة” للحي.
القصة تنتهي بواقع مأساوي لشخصية بدأت حياتها كرمز للنجاح والتمكين، وانتهت كشريك رئيسي في أحد أكثر الأنظمة دموية في التاريخ الحديث.