سقوط الأسد… توقيت تركي في لحظة ضعف روسي-إيراني

“ليبانون ديبايت”
نفذت إسرائيل أكثر من 250 غارة في الساعات الـ48 الماضية على سوريا، تزامنًا مع انتهاك اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 ودخول المنطقة العازلة بين البلدين. ويرى السفير السابق في واشنطن، رياض طبارة، أن دخول إسرائيل على المسرح السوري بدأ بعد سقوط نظام بشار الأسد وليس قبله، حيث يسعى بنيامين نتنياهو إلى استغلال هذا الحدث وادعاء دور له في “الخلاص من الأسد”.
وأكد السفير طبارة في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت” أن “الأسد قد أعطى كل ما يمكن أن يعطيه لإسرائيل، حيث أخذت الجولان دون أي ردة فعل سورية، واستمرت في قصف سوريا دون أي اعتراض”.
وعن الغارات الإسرائيلية الكثيفة والتوغل البري في الجولان، كشف طبارة أن “نتنياهو بدأ يتخوف من مرحلة ما بعد الأسد، ومن السلطة الجديدة التي يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو المحرك الأساسي وراء وصولها. إذ أشرف على تدريب وتجهيز وتسليح الفصائل السورية المعارضة التي تتماشى مع الإسلاميين الواقعيين، أي تركيا”.
وأشار طبارة إلى أن “إسرائيل تركز على هدفين: الأول تحقيق مصالحها الآنية، والثاني مصالحها المبدئية وهي تفتيت الدول العربية لتبقى القوة الوحيدة في المنطقة”.
وعن التحالف الوثيق بين تركيا والفصائل المعارضة، أكد طبارة أن “تركيا هي المستفيد الأكبر مما جرى في سوريا. ومع سقوط الأسد وغياب الدعم الإيراني والروسي، أصبحت تركيا القوة الأولى في الإقليم متقدمة على إيران التي كانت تمسك بالساحة السورية”.
وفيما يتعلق بتوقيت سقوط الأسد، رأى طبارة أنه “ليس توقيتًا أميركيًا لأن واشنطن لم تقم بدور فاعل، ولا إسرائيليًا لأن إسرائيل كانت تعارض سقوط الأسد، بل هو توقيت تركي استغل لحظة الفراغ في المنطقة وضعف إيران وروسيا وحزب الله، مما أتاح لأردوغان فرصة ذهبية لتأمين حدوده ومواجهة الأكراد”.
واستبعد طبارة سيناريوهات “المؤامرة الأميركية-الإسرائيلية”، موضحًا أن القوى التي هيمنت على سوريا انسحبت نتيجة الضربات التي تلقتها في الأشهر الماضية، مما ترك فراغًا دفع تركيا لملئه عبر دعم المعارضة لتحقيق مصالحها.
وعن المشهد اللبناني بعد سقوط الأسد، توقع طبارة “خلخلة في موازين القوى وتعادلًا بينها”، لكنه رجح أن تشهد الساحة اللبنانية “تفاهمات داخلية مستقبلية”.